الأربعاء، 27 أغسطس 2014

( خليتهم الكبرى ! )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،

في زمن كثر فيه الشغْبُ والتشغيب، والكذب والفجور، والتقول على اللهوعلى خلقه المتقين بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ولا عدل ولا إنصاف ولا قسطاس مستقيم لا يملك السلفي الصادق إلا أن يسترجع ويعتصم بالكتاب والسنة ويستعيذ من قومٍ ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا [فليس خداعهم لله تعالى فقط، بل لله تعالى والذين آمنوا الذين هم أهل الحق في كل زمان، أهل السنة والجماعة الطائفة المنصورة والفرقة الناجية!-] وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ ) فبئس قوم يتصفون بشر الصفات: الخداع والكذب والإفساد! وهذه من أعظم صفات أهل الأهواء! قالصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلَبُ بصاحبه، لا يبقى منه عِرْقٌ ولا مِفصل إلا دخله )[خرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني]. وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة أي رذالة من الناس والرديء منهم- كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم اللهُ بالةً ) [خرجه البخاري]. فلا يزال الخير ينقص شيئا فشيئا، والشر يزيد ويعم شيئا فشيئا حتى لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ) ويكون ( أسعد الناس في الدنيا لُكَعُ بنُ لُكَع ) [خرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني] و(يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه ) [متفق عليه].

قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله: ولهذا قال الشعبي: "كل أمة علماؤها شرارها إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم"وأهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام في الملل، وذلك أن كل أمة غير المسلمين فهم ضالون وإنما يضلهم علماؤهم؛ فعلماؤهم شرارهم والمسلمون على هدى وإنما يتبين الهدى بعلمائهم فعلماؤهم خيارهم؛ وكذلك أهل السنة أئمتهم خيار الأمة، وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب. ولهذا أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتل الخوارج ونهى عن قتال الولاة الظلمةا (مجموع الفتاوى، ج7 ص284 ).والمقصود منه أن أسياد كل قوم علماؤهم، فعلى رأس سادات هذه الأمة الصحابة رضوان الله عليهم ثم القرنين بعدهم كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) الحديثمتفق عليه. ثم بعدهم تشتد غربة الإسلام كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه أحمد وغيره من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وزاد: قيل منالغرباء؟ قال ( أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم[الصحيحة: 1619]، ولا أظن الغربة بلغت المبلغ الذي نحن فيه؛ فتكالبُ الدنيا وشهواتها وهجوم الناس عليها شيء يقصر عنه الوصف، وأما البدع والأهواء وانجراف فئام من الناس فيها فشيء يهولك ذكره ووصفه. وإذا نظرت في حال المنتسبين إلى العلم أورثك من الهم والغم والأسف والحرقة ما الله به عليم إذ خيار الأمة هم علماؤها! فلا تسأل عن الأهواء والبدع في طائفة منهم، ولا تسأل عمن يبيع دينه بعرض من الدنيا ) ولا عمن ( يلتمس الدنيا بعمل الآخرة )! فإذا رأيت هذا كله لا تملك إلا أن تسترجع وتدفع الهم والغم بالإيمان بقوله تعالى { ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون }والإيمان بوعد الله الصادق لمن رحم ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك } قال قتادة في الآية: أهل رحمة الله أهل الجماعة وإن تفرقت ديارهم وأبدانهم وأهل معصيته أهل فرقة وإن اجتمعت ديارهم وأبدانهم. ا هوهؤلاء هم الطائفة المنصورة الفرقة الناجية الذين لا يزالون ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك!

والذي أودى بغيرهم إلى الفرقة والخلاف هو معصية الله وفتنةالشهوات والشبهات، وعلى رأس ذلك البدع والمحدثات التي هي شر الأمور. والبدعة العصرية التي فتكت بالأمة ومزّقتها هي بدعة التنظيمات الحزبية السياسية الحركية! يحمل لواءها "الإخوان المسلمون" -من شر الفرق وغذاؤها ولبابها-! فجميع الفرق عن الإخوان نشأت سواء حاملة للوائها التنظيمي أو المنهجي العقدي- ومن بساتين ضلالها اقتطفت إلا أنها أعطت لنفسها أسماء مغايرة ذات ألوان متعددة ونكهات مختلفة لتستوعب أذواق الناس وأهواءهم فلا يفلت منها أحد، وهي عند التحقيق- ذات مشرب واحد وأصل ضال متحد! فلا تكاد تقدم هذه الجماعات سوى التعصب المقيت، والانتصار للباطل والهوى، وتنكيس رايات السنة الغراء، ورفع رايات العمى والجهالات باسم العدل والإنصاف! زد على ذلك الأساليب الماكرة الخادعة التي بُنِيت على استعطاف الخير القليل الذي بقي في الناس والجهل العميق الذي سيطر عليهم! ثم بعد ذلك تجد هذهالجماعات الحركية تنظم سيرها وفق خطط شيطانية أخذوها عن أسلافهم { أتواصوْا به بل هم قوم طاغون } فالصفّ الأول الظاهر هو صفّ الجماعة المعلنة، وفيها هرمية وتنظيم عجيب غريب، وفيها خلايا وكتلٌ تحتها لا تُرى إلا من داخِلها، وعند أفراد مخصوصين. والصفّ الثاني مَنْ لا يعلن انتسابه إلى الجماعة وقد ينتسب إلى غيرها- لكنه يقوم بنصرها قلبا وقالبا بالتصريح تارة وبالتلويح أخرى! والصف الذي يليه من يُظهر الاختلاف ولا أقول المخالفة- علنا ولكنه يدعو إلى ما تدعو إليه، بقالب يختلف في المظهر ويتحد في الجوهر؛ ثم هي صفوف فصفوف تتزايد وتتكاثر كلما انفضح صفٌّ ما، تولد آخر موهما أنه أصلح ما انفضح به سابقُه، أو أنه أقرب من سابقه إلى الحق! ولا يزال بهم هذا التولد حتى يكون آخر العنقود: من ينتسب إلى خير القرون ويوهم المخالفة لجميع الصفوف قبله وهو في حقيقته لم يفارقهم طرفة عين! وضحية هؤلاء هو المسلم الغر الجاهل لما عند هذه التنظيمات من مكر وخداع! فسرعان ما تجده ينتقل من النفرة أو على الأقل الارتياب- من هذه الجماعات كحال كل سليم فطرة وديانة ينفر من الباطل ويحذره- إلى التهوين من خطرها لأن كثيرا من ممارساتها لا تخالف عنده!- الحق، فلا يشعر حينئذ والحالة هذه- إلا وقد مُزِجَ فيه شيءٌ من المكر والخداع والغش والكذب والفجور والعصبية المقيتة، فتجده يدافع عن تلك التنظيمات أو بعضها أو بعض ممارساتها ويناضل بطرق ماكرة وكلمات معسولة يدس فيها ومعهاالسم، يوهم المخدوع المغرر به أنه مخالف لها! وينكشف لك مكنونه إذا ما ذُكِرَتْ تلك الجماعات بسوء، فتجده يُرعِد ويُزبِد وتدور حماليقعينيه كأنه أريد في أهله وماله! فعندها يقال لهم:

وفتيان حسبتهم دروعا ... فكانوها ولكن للأعادي

وكل من الصفوف -الثاني فما بعده-: يسوقون الناس سَوْقاً إلى أحضان الجماعات الإسلامية على اختلاف مشاربها وأسمائها. وفي النهاية: فالكل عبارة عن خلية كبرى شاءوا أم أبَوْا- يسعى أفرادُها لتحقيق هدف جامع مشتركولتحقيقه أعدموا الصدقَ وضيعوا الأمانة!ثم يزعمون أن مصلحة الأمة تقتضي ذلك! فهذه صفة جامعة بين أفراد تلك الصفوف الشريرة الماكرة؛ خلافا لسلفنا الصالح ومن سار بسيرهم من الطائفة المرحومة الصادقة الناصحة!

قيل للإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله: بم بلغ القوم؟ قال: بالصدق.

فتأمل كم ذُكر الكذب والكاذب في الكتاب والسنة على وجه الذم؟!تجده ذكر مرارا وتكرار وتجد التغليظ على فاعله والتوعد عليه بالعقاب الشديد. قال تعالى { إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِوَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ }وقال{ فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه .. } الآيتين وقال {فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته } وقال { ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى } وقال { بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه }وقال بل كذبوا بالحق لما جاءهم وقال ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب } والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا. وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وإن الكذب ليهدي إلى الفجور .. ) [الحديث متفق عليه].وفي الحديث في صفة المنافق ( وإذا حدث كذب ) وفي وصف الناس بعد القرون المفضلة ( ثم يجيء قومٌ تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ) [متفق عليه] إلى غير ذلك من النصوص.

أَوَقَدْ بلغ بنا الحال أن نُذَكِّرَ المنتسبين إلى العلم بهذه الآيات الواضحة البينة المتضافرة وهذه الأحاديث الكثيرة المعلومة؟! ألم تكفي الديانة الصادقة والعلم النافع والفطر السليمة للتذكير بها؟! { ما لكم كيف تحكمون * أفلا تذكرون ؟ }.

وواحسرتاه على من لم يحصّن نفسه: سمعه وقلبه وبصره عن مثل هؤلاء الذين هم في حقيقة دعوتهم "بطانةُ الجماعات الإسلامية"! وكيف ذاك؟ بالاعتصام بالسنة، وتجريد المتابعة لما كان عليه النبيصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه خصوصا، ولما كان عليه سلف الأمة وأئمة الهدى المعروفين عموما! وليحمد الله من وفق لهذا ووفق للالتفاف حول علماء زمانه: الأئمة الثلاثة -رحمهم الله- الذين لا تزال منازلهم في قلوب العامة رفيعة، ومنهم العلامة السلفي صالح بن فوزان الفوزان، ومنهم العلامة السلفي ربيع بن هادي المدخلي، ومنهم الشيخ الفقيه عبيد بن عبد الله الجابري حفظهم الله!

ويا من يريد أن يعيش (سالما) في الدنيا، ناجيا في الآخرة اصدق مع الله وسلِّمْ لسانك من التجني على خلقه خاصة إخوانك أهل السنة-، و كف عن الصد عن سبيل الله، وتشويه شرعه الكامل الصافي النقي. وكن كما كان سلفك الصالح!! فإن لم تقبل النصيحة فإني أحذرك الفضيحة والخزي في العاجلة قبل الآجلة! وأحذرك أقلام جند الله أقلام الردود والذب عن الحق وأهله- فالدين أعز عليهم من الدنيا وما فيها { يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ }.

 

والحمد لله أولا وآخرا، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله.

 

وكتب أبو عبد الرحمن علي عبد الحميد السالم


الاثنين، 18 أغسطس 2014

ليس دفاعاً عن الشيخ الفاضل أبي عثمان محمد بن عثمان العنجري بل دفاعاً عن حملة المنهج السلفي

»ــــــــــــــــــــ[جـديـد]ــــــــــــــــــــ»

[[ليس دفاعاً عن الشيخ الفاضل أبي عثمان محمد بن عثمان العنجري بل دفاعاً عن حملة المنهج السلفي.]]




ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺇﻥَّ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻧﺤﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ، ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﻭﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ، ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ، ﻭﺃﺷﻬﺪ
ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ .
ﺃﻻ ﻭﺇﻥ ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﺷﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﺤﺪﺛﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻛﻞ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ، ﻭﻛﻞ ﺿﻼﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ .

ﺃﻣـﺎ ﺑﻌـﺪ :

ﻓﻤﻦ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺜﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﻋﺪﺍﻟﺘﻪ ﻭﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺛﺒﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ !

ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﻫﻮ ﺣﺎﻣﻞ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺑﻼ ﻣﻨﺎﺯﻉ !

ﻭﺇﻣﺎﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﻼ ﻣﻘﺎﺭﻉ !!

ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺣﺎﻣﻞ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭﻣﻨﻬﻢ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎً .

ﻭﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺯﻛﺎﻫﻢ ﻭﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺭﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﻋﻤﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ - ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - : 
ﺃﺧﻮﻧﺎ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤُﺮَﺑِّﻲ – ﻭﺇﻥ ﺭﻏﻤﺖ ﺃﻧﻮﻑ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ – ﺃﺑﻮ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻨﺠﺮﻱ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ !

ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻗﺰﺍﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻤﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻀﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻨﺠﺮﻱ !

ﻭﻳﺸﻬﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﻼﻩ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﺘﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﺃﺧﻴﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥﺍﻟﻌﻨﺠﺮﻱ ﺑﻞ ﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ !

ﻭﺇﻟﻴﻚ ﺑﻌﺾ ﻛﻼﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺭﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﻋﻤﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻨﺠﺮﻱ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :

ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻋﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ : - ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻨﺠﺮﻱ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺴﺒﻴﻌﻲ - ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻤﺎ : ﻣﻦ ﺧﻮﺍﺹ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ⑴!
ﻭﻣﻦ ﺃﻓﺎﺿﻠﻬﻢ !!
ﻭﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻤﻴﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﻟﺢ ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ !!!
نعرف عنهم ﺛﺒﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ..

ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﻏﻠﻂ ، ﻓﻠﻴﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ " ﺍﻧﺘﻬﻰ

ﻭﻛﻨﺖ ﻋﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻡ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ
ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 2009 Jan 21 ﻭﻣﻤﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﻓﻴﻪ :

ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺟﺰﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺣﺎﻣﻞ ﺭﺍﻳﺔ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺑﻌﻠﻢ ﻭﺣﻠﻢ ﻭﺭﻓﻖ ﻭﺣﻜﻤﺔ ﻭﻭﺳﻄﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻨﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻨﺠﺮﻱ ﻭﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺴﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﻠﺬَﻳﻦ :
ﺻﺪﻋﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ
ﻭﺃﺭﺷﺪﺍ ﺍﻟﺨﻠﻖ
ﻭﺫﺑﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ
ﻭﺑﻴﻨﺎ ﺣﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ
ﻣﻤﺎ ﺃﻭﻏﺮ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ
ﻭﺷﻘﺸﻖ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﻄﻌﻦ ﻭﺍﻟﺜﻠﺐ ﻭﺍﻟﻠﻤﺰ
ﻛﺬﺑﺎً ﻭﺯﻭﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻨﺠﺮﻱ
ﻭﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺴﺒﻴﻌﻲ

●ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺰﻛﻴﺔ ﻋﺪﺓ ﻓﻮﺍﺋﺪ :

◐ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :
ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻬﻢ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺢ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﻻ ﻳﺰﻛﻮﻥ ﺃﺣﺪﺍً، ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺇﻻ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ .

◐ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :
ﺃﻥ ﺗﺰﻛﻴﺔ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﻢ ﻭﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻠﺴﻠﻒ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﻣﻨﻬﺠﺎً،ﺻﺪﻗﺎً ﻭﻋﺪﻻً، ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺤﻨﻮﻥ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ : 
ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻛﻴﻪ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻗﻪ ﻣﻦ ﻛﺬﺑﻪ .

◐ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :
ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﻦ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻨﺠﺮﻱ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺴﺒﻴﻌﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻟﻤﺎ ﺣﻤﻠﻮﻩ ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻭﻋﻠﻢ ﻗﻮﻳﻢ .

◐ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ :
ﺃﻥ ﻣﻦ ﻃﻌﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺠﻬﻤﺎ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻟﻄﻌﻦ ﺃﺣﺮﻯ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ .

◐ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ :
ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺯﻛﺎﻫﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻟﻠﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺰﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ، ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻠﻔﻲ، ﺛﻢ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ، ﻭﻳﺤﺘﺞ ﺑﺘﺰﻛﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻣﺎ ﺩﺭﻯ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻔﻄﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﺰﻛﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺗﻤﺴﻜﻪ ﺑﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺎﻟﻒ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻼ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺰﻛﻴﺔ .

◐ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ :
ﺃﻥ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ، ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺷﺮ ﻟﻪ، ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﺺ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﺎﻟﺴﻠﻔﻴﻮﻥ ﺃﻫﻞ ﻏﺮﺑﺔ ﻭﻫﻢ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻨﺼﻮﺭﺓ ﻧﺎﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻻ ﻳﻀﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺧﺬﻟﻬﺎ .
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻣﻨﻬﺠﺎً ﺃﻓﻴﺢ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ( ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ) ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎً ﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻘﺪ ﺍﻓﺘﺮﻯ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﻣﻨﻬﺠﻬﻢ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺻﺢ.

◑ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً :
 ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻟﻠﻤﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﺟﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺟﻬﻮﺩﻛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ !

ﻭﻫﻨﻴﺌﺎً ﻟﻠﺸﻴﺨﻴﻦ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﻴﻦ ﺗﺰﻛﻴﺔ ﺣﺎﻣﻞ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ... ﺍﻧﺘﻬﻰ

ﻋﻮﺩٌ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﺀ :
ﻭﻣﻦ ﺗﺰﻛﻴﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻨﺠﺮﻱ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﺰﻛﻴﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺍﻟْﻤُﺤﺮّﻡ ﻟﻌﺎﻡ 1435 ﻫـ

ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
" ﻳُﺆﺧﺬ ﺍﻟﻌﻠﻢ - ﺑﺎﺭﻙَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻓﻴﻚَ - ﻋﻦ ﻣُﺤﻤّﺪ ﺍﻟﻌﻨﺠﺮﻱّ ﻭﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻈّﻔﻴﺮﻱّ ﻭﻋﺎﺩﻝ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻓﺈﻧّﻬُﻢ :
ﻣﻦ ﺍﻟﺪُّﻋﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ -ﺗﺒﺎﺭﻙَ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - !
ﻭﻣِﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻠﻔﻴّﺔ !
ﻭﻟﻬُﻢ ﻧﺸﺎﻁٌ ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﻟﻠﺴّﻠﻔﻴِّﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﻢ !
ﻓﺄﻧﺼﺢ ﺍﻹﺧﻮﺓ ( ﺑﻜﻴﺮﻻ ) ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢَ ﻣﻨﻬُﻢ !
ﻭﺃﻧﺼَﺢُ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠّﻢ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳَﻜُﻒّ ﻟﺴﺎﻧَﻪُ ﻷﻥّ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼّﺪّ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ!!!
ﻭﻓّﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﻤﺎ ﻳُﺤِﺐُّ ﻭﻳَﺮْﺿَﻰ " ﺍﻧﺘﻬﻰ

☜ﺍﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ :
ﺗﺰﻛﻴﺔ ( ﺟﺪﻳﺪﺓ ) ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺭﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻟﻠﻤﺸﺎﻳﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻨﺠﺮﻱ ﻭ ﻋﺎﺩﻝ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻭ ﺧﺎﻟﺪ ﺍﻟﻈﻔﻴﺮ
http://
www.sahab.net...howtopic=
141004
◐ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ :

ﻓﻬﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺗﺰﻛﻴﺎﺕ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻭﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺭﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﻋﻤﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﻨﺠﺮﻱ !
ﻭﻫﻲ ﻏﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻮﻕ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻗﺪﻳﻦ ﻻ ﻛﺜﺮﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺃﻥ ﻳﺠﺰﻱ ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ ﺧﻴﺮ
ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ، ﻭﺃﻥ ﻳﺤﻔﻈﻬﻢ ﺑﺤﻔﻈﻪ ﻭﻳﺮﻋﺎﻫﻢ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻪ .


ــــــــــــــــــــــــــ
⑴ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺷﻴﺨﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﺎﺯﻣﻮﻝ :
 ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻨﺠﺮﻱ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻣﻌﻪ ﻭﺳﻤﻌﺖ ﻛﻼﻣﻪ ﻭﺗﻨﺎﻗﺸﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻋﻮﻳﺔ ﻭﻣﺴﺎﺋﻞ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺭﺟﻼً ﻓﺎﺿﻼً ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻨﺔ ﻭﺩﻗﻴﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻗﺪ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻴﻖ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻓﻬﻤﻪ!




                                     ✍ﻛـﺘﺒـﻪ     
  ☜ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﺎﺯﻣﻮﻝ
  ●ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ 22 ﺷﻮﺍﻝ 1435 ﻫـ
 ●ﺍﻟﺴــ 30 : 1ــــﺎﻋـــ ﻇﻬﺮﺍً ـــﺔ

الأحد، 25 مايو 2014

التنبيهات على ما في كلام سالم الطويل من التحريفات / الحلقة الأولى / الشيخ د.فواز العوضي


القسم الأول

(1)

التنبيهات على ما في كلام سالم الطويل من التحريفات

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن الله سبحانه تعالى أوجب على عباده طاعته واتباع أمره والانتهاء عن نهيه، وأعدّ لمن وفى بعهد الله تعالى الجنان والنعيم المقيم وأوعد لمن خالفه العذاب المهين ، وأمر بالاهتداء برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مما جاء عنه من الأقوال والأفعال، وألزم السير على ما كان عليه صحابته الكرام رضي الله عنهم، وأمر بالاقتداء بمن سار سبيلهم من التابعين وتابعيهم ومن جاء بعدهم من العلماء العاملين، فهذا هو الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا خلل، ولا سبيل ولا طريق إلا هذا الطريق الذي جاء الشرع في وصفه بأدق الأوصاف، وميّزه عن الطرق المهلكة التي تهلك أصحابها بالأهواء.

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا ثم قال: « هذا سبيل الله » ثم خط خطوطا عن يمينه، وعن شماله، ثم قال: « هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه » ثم تلا {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} [الأنعام: 153] رواه الدارمي (1/ 285) وحسنه الألباني في المشكاة (1/ 58)

وعن النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا ، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم " رواه أحمد (29/ 181) وصححه الألباني في  الجامع الصغير (3887).

وهذه السبل قد فرّقت سبيل المؤمنين، وجعلتهم فرقاً وأحزاباً وأشياعاً، وبثت فيهم البدع والأهواء، ولبست عليهم دينهم، وخلطت بين الحق والباطل وجعلوا الصراط المستقيم معوجاً، ورفعوا راية البدعة وطمسوا راية السنة.

فإذا ظهرت هذه الأوصاف استوجب جهادهم وفضحهم وبيان ما عليه من البدع المضلة، وذلك من أفضل الأعمال وأجل الطاعات لما فيها من الذب عن السنة وحمايتها عن شوائب الهوى والبدع، كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: « ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون، وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ». رواه مسلم (50).

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حال الحاملين للسنة النبوية وقيامهم أشد القيام لنصرة أهلها والذب والدفاع عنها، وبين كذلك حال المنحرفين عن الكتاب والسنة، والطرق التي يسلكونها في تحريف النصوص الشرعية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله, ينفون عنه تحريف الغالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين» رواه الطبراني في مسند الشاميين (1/ 344) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (248)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:... وهذا الدين لا يُنسخ أبدا لكن يكون فيه من يدخل من التحريف والتبديل والكذب والكتمان ما يلبس به الحق بالباطل ولا بد أن يقيم الله فيه من تقوم به الحجة خلفا عن الرسل فينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين فيحق الله الحق ويبطل الباطل ولو كره المشركون. [ مجموع الفتاوى (11/ 435) ].

وقال ابن القيم رحمه الله: فأخبر أن الغالين يحرفون ما جاء به. والمبطلون ينتحلون بباطلهم غير ما كان عليه. والجاهلون يتأولونه على غير تأويله. وفساد الإسلام من هؤلاء الطوائف الثلاثة. فلولا أن الله تعالى يقيم لدينه من ينفى عنه ذلك لجرى عليه ما جرى على أديان الأنبياء قبله من هؤلاء. [إغاثة اللهفان (1/ 296) ].

ومما وجب الحذر والتحذير خاصة: من لبس لباس أهل السنة وتكلم بلسانهم، وانتشر صيته بين الناس أنه داعي إلى السنة، وهو في حقيقة أمره قد جمع بين السنة والبدعة وخلط بين الحق والباطل، ودعى الناس بظاهر الأمر إلى السنة فأوقعهم في مرتع الفِرَق المنحرفة والجماعات السياسية، فصار الناس ينخرطون في صفوف الجماعات الإسلامية السياسية ويخدمون مذهبهم _ وهم لا يشعرون _، وذلك بسبب تلقيهم لقواعد تلك الجماعات السياسية من أناس تلبسوا بلباس السنة وهم في الباطن أبواب مفتحة لتلك الجماعات السياسية.

وهذا الذي حذّر منه العلماء من أناس ظاهرهم السنة وقعوا في بدع وأهواء، فوصفهم يشكل على كثير من الناس الذين ليس لهم تمييز بين السنة والبدعة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وليس المقصود هنا ذكر البدع الظاهرة التي تظهر للعامة أنها بدعة كبدعة الخوارج والروافض ونحو ذلك, لكن المقصود التنبيه على ما وقع من ذلك في أخص الطوائف بالسنة وأعظمهم انتحالا لها كالمنتسبين إلى الحديث مثل مالك والشافعي وأحمد. [انظر كتاب الاستقامة (1/ 13) ].

 

وكان المقصود من هذه الورقات: الرد على سالم الطويل الذي قد سار مسار الحلبي وأتباعه في قواعده وتقعيداته الباطلة، وقام يهاجم بها المشايخ السلفيين وشنع عليهم بأمور فاسدة، ولذا اقتضى التنبيه على مسائل قبل الرد عليه، وهي المسائل التي شارك فيها الحلبي والمأربي وغيرهما في دعوتهما المنحرفة.

فمنها:

1.   لا يأخذ بكلام المشايخ السلفيين من تحذيرهم من عدنان عرعور حتى ينظر إليه ويجالسه ولا يلغي عقله حتى يتأكد بنفسه كما انتشر مقطع صوتي له، وهذا خلاف ما كان عليه السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان من قبول قول الثقات الأثبات في جرحهم لأناس قد وقعوا في البدع والأهواء، وهذا مما قرره الشيخ الوالد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في رده على علي الحلبي في مسائل كثيرة منها مسألتان في قبول قول الثقات.

الأولى منها:

أن علي الحلبي لا يقبل عنده تبديع أي ضال مهما بلغ من الضلال إلا إذا قام الإجماع على تبديعه، فلو جاءت الأدلة والبراهين العشرات من أعلام السنة على تبديعه والتحذير منه، فلا يقبل هذا التبديع.

والمسألة الثانية:

التشكيك في أخبار الثقات حتى صار علي الحلبي يشكك في أخبار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

انظر رد الشيخ ربيع حفظه الله في مقالته "الحلقة الثانية من: الحلبي من أشد الناس شهادة بالزور ومن أكثرهم وأشدهم وقوعاً في التناقضات المخزية".

 

2.   استدلاله بقول ( لا يلزمني ) عندما يأتيه أقوال لأهل العلم في بيان فساد قوله يستدل بتلك الكلمة ويحتج بها، وهذا من أصول علي الحلبي والمأربي الذي ساروا عليه وأصلوه في رد الحق والحجج والبراهين الواضحة وجعلوا تلك الكلمة حماية لهم عن مذهبهم الفاسد، فكلما جاءهم تحذير الشيخ ربيع أو الشيخ عُبيد من أحد الناس قالوا ( لا يلزمني ) فكم صدت هذه الكلمة عن الحق وأعطت للبدع والشبهات مناراً يستند إليها أهل الأهواء والبدع والشبهات، وسيأتي الرد على هذا الاستدلال.

3.   طعنه في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ووصفه بأنهم وقعوا في الحزبية، وهذا مما شارك علي الحلبي وغيره في طعنه في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ووصفهم بالغثائية، فلم يرتدع هؤلاء من تحذير النبي صلى الله عليه وسلم عن سب أصحابه رضي الله عنهم الذين هم حماة الدين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد، ذهبا ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه». [رواه البخاري (3673)  ومسلم (2540) ].

4.    مدحه لرؤوس جمعية التراث وذمه لها من جانب آخر، وموازنته للتراث بين الحسنات والسيئات وهي قاعدة الموازنات البدعية، وأن الخلاف معها ليس خلافا عقديا وغير ذلك مما يوهن الخلاف مع التراث، وهذا عين صنيع علي الحلبي وغيره، وهذا مع كثرة كلام أهل العلم المفصل في التحذير من جمعية التراث، فتجد هؤلاء كالحلبي وغيره يثبطون من حذّر منهم.

وهناك أمور مشتركة بينهما نذكرها في ضمن الرد على انحرافات سالم الطويل.

ونشرع في ذكر الانحرافات التي وقعت من سالم الطويل والرد عليها بما تيسر، ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد، وأن يهدينا الصراط المستقيم ويزيدنا بصيرة في دينه وقوة على طاعته.           

فمن تحريفاته:

·       طعنه في الصحابة في شريط مسجل، فقال: التحزب موجود في نفوس الناس كلها حتى العصبية موجود حتى في الصحابة قالوا يا للمهاجرين يا للأنصار، لكن هذه متفاوتة.

وأكد هذا في أن الصحابة وقعوا في الحزبية في مقالته ( دعوها فإنها منتنة ) منشور جريدة الوطن 1425/02/13    2013/12/16

فقال: فائدة : الحزبية شرها عظيم لذا نهى الله عنها بقوله: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)}[الروم]، وقد ذكر بعض أهل العلم أن من عقوبة الله تعالى بهؤلاء كونهم يفرحون بتفرقهم وتحزبهم فهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ولقد صدر عن بعض الصحابة رضي الله عنهم شيء من ذلك فبادر النبي صلى الله عليه وسلم بالإنكار عليهم إنكاراً شديداً لعلمه صلى الله عليه وسلم بخطورة ذلك التعصب والتحزب، ولقد عاب علي بعض الناس كلامي هذا وحمله على أني أطعن بالصحابة والعياذ بالله، ولئن أخرُّ من السماء خير وأحب إلي من أن أطعن بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والحمد لله أني لست ممن انفرد بهذا القول بل سبقني اليه علماء أجلاء فضلاء وإليك أخي القارئ الكريم كلامهم: ... ثم ساق كلام بعض أهل العلم.

والجواب عن ذلك:

أولاً: وصف سالم الطويل ما توصل إليه أن الصحابة وقعوا في الحزبية بأنها ( فائدة )، بدل أن يذب عن الصحابة رضي الله عنهم ويعتذر عما صدر منه ويعلن التوبة علناً ويتبرئ من هذه الكلمة، ويبجل الصحابة ويعظمهم ويوقرهم ويُعرّف للقارئ ما الواجب عليه اتجاههم، فتجده يبرر فعله بأنها فائدة وهي وقوع الصحابة في الحزبية.

وأي فائدة هذه التي تشتمل على الطعن في الصحابة رضي الله عنهم، فبئس هذه الفائدة.

بل أن التابعين كانوا ينكرون من قدّم في الأقوال التابعي على الصحابي في مسألة من المسائل، وأن الواجب تقديم قول الصحابي لتقديم الله لهم على قول من سواهم، فماذا لو رأوا طعن سالم الطويل فيهم؟  فقد أخرج الهروي في ذم الكلام وأهله (4/ 71( عن عبد العزيز بن عبيد الله قال: قال رجل لعامر: اتفق شريح وابن مسعود. فقال عامر: بل تبع شريح ابن مسعود، وإنما يتفق أصحاب النبي والناس لهم تبع.

فانظر إلى تعظيم السلف للصحابة رضي الله عنهم، فكيف إذا رأوا سالم الطويل يقدح في الصحابة ويصفهم بالحزبية، فكيف يكون إنكارهم عليه؟

وسالم الطويل في هذا المقال فتح باباً عظيماً لأهل البدع للطعن في الصحابة رضي الله عنهم، وسوغ لهم بأن يصفوا الصحابة رضي الله عنهم بالحزبية وأن فيهم حزبية وذلك في المجالس والدروس وفي الخطب على المنابر، والطعن في الصحابة رضي الله عنهم يفتح باب الطعن في الكتاب والسنة ويفتح باب الطعن في التابعين ومن جاء بعدهم، وهو الطعن في الدين كله.

والسلف الصالح رحمهم الله تعالى تفطنوا لذلك وبينوا أن الطعن في الصحابة رضي الله عنهم طعن في الكتاب والسنة، كما قال أبو زرعة, يقول: « إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق, وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق, والقرآن حق, وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة, والجرح بهم أولى وهم زنادقة»([1]).

روى مسلم في صحيحه (1/ 16( عن علي بن شقيق، يقول: سمعت عبد الله بن المبارك، يقول على رءوس الناس: « دعوا حديث عمرو بن ثابت, فإنه كان يسب السلف ».

ثانياً: ليس فيما ذكره من كلام الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى وكلام الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى؛ أي دلالة في رمي الصحابة رضي الله عنهم بالحزبية، وإنما ورد في كلامهما ذم التعصب ودعوى الجاهلية.

وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن لفظ ( المهاجرين، والأنصار ) لفظان شرعيان ليس فيهما أي ذم، فقال رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 241( بعد ذكره للحديث: فهذان الاسمان  المهاجرون والأنصار اسمان شرعيان جاء بهما الكتاب والسنة وسماهما الله بهما كما سمانا المسلمين من قبل وفي هذا، وانتساب الرجل إلى المهاجرين أو الأنصار انتساب حسنٌ محمودٌ عند الله وعند رسوله، ليس من المباح الذي يقصد به التعريف فقط، كالانتساب إلى القبائل والأمصار، ولا من المكروه أو المحرم، كالانتساب إلى ما يفضي  إلى بدعة أو معصية أخرى.

ثم مع هذا لما دعا كل  منهما طائفة منتصرا بها أنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وسماها دعوى الجاهلية حتى قيل له: إن الداعي بها إنما هما غلامان لم يصدر ذلك من الجماعة فأمر بمنع الظالم، وإعانة المظلوم ليبين النبي صلى الله عليه وسلم أن المحذور  إنما هو تعصب الرجل لطائفته مطلقاً فعل أهل الجاهلية، فأما نصرها بالحق من غير عدوان فحسن واجب أو مستحب. ا.ه 

وقد جاء ما يشهد لكلام شيخ الإسلام رحمه الله في صحيح مسلم (1059) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال في غزوة حنين: فلم نلبث أن انكشفت خيلنا، وفرت الأعراب ومن نعلم من الناس قال: فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم « يا للمهاجرين، يا للمهاجرين » ثم قال: « يا للأنصار، يا للأنصار ».

فالنبي صلى الله عليه وسلم نادى بالأسماء الشرعية، وليس بأسماء فيها ذم.

فيلزم على قول سالم الطويل أن النبي صلى الله عليه وسلم وقع في التحزب كونه نادى ( يا للمهاجرين يا للأنصار )، وأخشى أن يتأول سالم الطويل مثل ما تأول صاحبه التأويل الفاسد وهو علي الحلبي وهو: إن صدر من سلفي فليس بسبٍّ وإن صدر من غير سلفي فيعتبر سبُّ. فسالم الطويل بين مفسدتين، فأي المفسدتين يختار؟

وقد وقع سالم الطويل في محذورين وذلك من جهة فهمه الخاطئ للنص، والآخر أنه بنى على هذا الفهم الخاطئ استدلالاً باطلاً فنتج من ذلك طعناً في الصحابة رضي الله عنهم، وفتح باباً للمبتدعة.  

وانظر إلى تأدب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حينما أشار في الحديث أن الذينِ قالا ذلك: غلامان. ولم يصدر من كبار من  الصحابة رضي الله عنهم، وهذا ما جاء في صحيح مسلم (4/ 1998) عن جابر رضي الله عنه قال: اقتتل غلامان غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فنادى المهاجر أو المهاجرون، يا للمهاجرين ونادى الأنصاري يا للأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: « ما هذا دعوى أهل الجاهلية » قالوا: لا يا رسول الله إلا أن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر، قال: « فلا بأس ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما، إن كان ظالما فلينهه، فإنه له نصر وإن كان مظلوما فلينصره ».

فتبين من الحديث أنه يصدر من صغير السن ما لا يصدر من الكبير، فكيف ينسب هذا القول إلى كبار الصحابة ويعمم ذلك على الجميع؟.

وهكذا اعتذر الصحابة رضي الله عنهم لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حنين كما في صحيح البخاري (4331): ... قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: « ما حديث بلغني عنكم »، فقال فقهاء الأنصار: أما رؤساؤنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئاً، وأما ناس منا حديثة أسنانهم...  ا.ه

وحديثة أسنانهم معناه أي: حداثة السن: كناية عن الشباب وأول العمر. انظر النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 351).

فلا يؤاخذ من الغلمان ما يؤاخذ من الكبار، وما جاء في الأحاديث الأخرى بلفظ الرجل فهذا التعبير يراد به ما يؤول إليه فيأتي الخطاب بلفظ الرجال ويراد به الغلمان.

 

وكذلك يرد على سالم الطويل أنه لما تكلم بهذا الكلام لم يستشهد بكلام الشيخ ربيع والشيخ مقبل حينذاك في رميه للصحابة بالحزبية، فلما انتُقد عليه جعل يبحث عن كلام لأهل العلم في تأييد مطعنه في الصحابة، فهذا التصرف خلاف ما كان عليه هدي السلف رحمهم الله تعالى فإنهم كانوا يبنون إيمانهم على الأدلة الشرعية ويعتقدون الاعتقاد الصحيح المبني على الكتاب والسنة، لا أنهم يعتقدون ثم يأتوا بالأدلة بناء على ما يعتقدون ويجعلون الأدلة تابعة لما يرون بل هذا هدي من يتبع هواه.

قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد (5/ 268) في معرض ذكره مسألة طلاق الثلاث: ... ولكن هذا كله عمل من جعل الأدلة تبعاً للمذهب، فاعتقد ثم استدل. وأما من جعل المذهب تبعاً للدليل، واستدل ثم اعتقد، لم يمكنه هذا العمل. أ.هـ

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (10/ 819):

فالإنسان يجب أن يفهم النصوص على ما هي عليه، ثم يكون فهمه تابعاً لها، لا أن يخضع النصوص لفهمه أو لما يعتقده، ولهذا يقولون: استدل ثم اعتقد، ولا تعتقد ثم تستدل؛ لأنك إذا اعتقدت ثم استدللت ربما يحملك اعتقادك على أن تحرف النصوص إلى ما تعتقده كما هو ظاهر في جميع الملل والمذاهب المخالفة لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، تجدهم يحرفون هذه النصوص لتوافق ما هم عليه. أ.هـ 

 

ومن تحريفاته:

  • في مقالته المنشورة باسم: البدعة أشد وأغلظ من الكبائر بتاريخ 1429/12/24  - 2008/12/22  فقال: البدع شر من الكبائر من وجه والكبائر شر من البدع من وجه آخر، قال شيخ الإسلام في كتابه [الاستقامة (1/454 (]:

) وجنس البدع وإن كان شرًا لكن الفجور شر من وجه آخر، وذلك أن الفاجر المؤمن لا يجعل الفجور شرًا من الوجه الآخر الذي هو حرام محض لكن مقرونًا باعتقاده لتحريمه وتلك حسنة في أصل الاعتقاد، وأما المبتدع فلابد أن تشتمل بدعته على حق وباطل لكن يعتقد أن باطلها حق أيضًا ففيه من الحسن ما ليس من الفجور ومن السيئ ما ليس في الفجور، وكذلك بالعكس(  أ.هـ

  • البدع وإن كانت أشد وأغلظ من الكبائر لكن ليست بالضرورة أن تكون كل بدعة أشد وأغلظ من كل كبيرة، وسئل شيخنا محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - أيهما أشد المعصية أم البدعة؟ فأجاب:

 )البدعة معصية وزيادة، وهي من حيث أثرها وكونها تقدمًا بين يدي الله ورسوله أشد، حتى إن بعض أهل العلم قال: إنه لا توبة لمبتدع؛ لأن البدعة تنتشر وردها صعب بعد انتشارها، لا سيما وأن البدعة غالبًا تغلف بأمر عاطفي، وأنتم تعرفون أن عاطفة المسلمين بالنسبة لله ورسوله شديدة جدًا، فقد تكون البدعة أكبر وقد تكون المعصية أكبر حسب الحال، لكن لو تساوتا من حيث الوزن، فآثار البدعة أشد وأضر على المسلمين) أ.ه

(سلسلة لقاء الباب المفتوح - شريط رقم 131 - الوجه الثاني - في الدقيقة  21:41 من موقع الشيخ رحمه الله تعالى.

وقال الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله تعالى:

 )الكذب أخبث من البدع يا إخوان، الكذاب أخبث عند أهل السنة من المبتدع، المبتدع يُروى عنه، رووا عن القدرية، رووا عن المرجئة, ورووا عن غيرهم من أصناف أهل البدع ما لم تكن بدعة كفرية، مالم يكن كذابًا، لو كان ينتمي إلى أهل السنة كذاب فهو عندهم أحط من أهل البدع، ومن هنا عقد ابن عدي - رحمه الله - في كتابه ( الكامل ) حوالي 29 بابًا للكذابين وبابًا واحدًا لأهل البدع وقَبِل أهل السنة رواية أهل البدع الصادقين غير الدعاة) أ.هـ

[من إجابة عن سؤال وجه لفضيلته في المحاضرة التي افتتح بها دورة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله العلمية في الطائف بمسجد الملك فهد رحمه الله في الطائف بتاريخ 1426/6/22. انتهى ما نقله سالم الطويل.

والجواب عن ذلك:

ليس في كلام العلماء فيما استدل به أن بعض الكبائر أشد من البدع، وقبل الجواب عن ذلك نقول: ماذا يريد سالم الطويل من هذه المقولة، هل يريد إبطال ما عليه السلف بإجماعهم بأن البدع أشد من الكبائر أو يريد تسويغ بعض الكبائر وتعظيمها حتى يغض الطرف عن بعض البدع ومنها بدعة الجماعات الإسلامية السياسية ومنها جمعية إحياء التراث الإسلامي، أو يريد الرد على السلفيين وذمهم بأن ليس عندهم اهتمام من التحذير من الكبائر، وهو اتهام باطل.


وأحب هنا نقل بعض الأثار السلفية المستفيضة عن السلف أن البدع أشد من الكبائر، فمنها:


قال سلام بْن أَبي مطيع: لئن ألقى اللَّه بصحيفة الحجاج أحب إلي من أن ألقى اللَّه بصحيفة عَمْرو بْن عُبَيد. تهذيب الكمال في أسماء الرجال (12/ 300(.


وقال الشافعي: " لأن يلقى الله عز وجل العبد بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير له من أن يلقاه بشيء من هذه الأهواء. الإبانة الكبرى لابن بطة (4/ 262(.


وجاء رجل إلى يونس بن عبيد فقال: تنهانا عن مجالسة عمرو بن عبيد وهذا ابنك عنده؛ قال: فلم يلبث أن جاء ابنه فقال: يا بني قد عرفت رأيي في عمرو وتأتيه قال: فقال: ذهبت مع فلان , فقال: يا بني أنهاك عن الزنا والسرقة وشرب الخمر؛ ولإن تلقى الله عز وجل بهن أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو وأصحاب عمرو. الشريعة للآجري (5/ 2551(.


وعن بقية قال: قال لي أرطاة بن المنذر السكوني يا أبا يحمد لأن يكون ابني فاسقا من الفساق أحب إلي من أن يكون صاحب هوى. ذم الكلام وأهله للهروي (4/ 153(.


وغير ذلك من الآثار الكثيرة التي على نقيض دعوى سالم الطويل.


وما استدل به سالم الطويل من كلام شيخ الإسلام هو تشغيب على أهل السنة في شدة تحذيرهم من البدع، فقد سبق سالم الطويل في الاستدلال بكلام شيخ الإسلام: المنافحون عن الجماعات السياسية كأمثال حاتم بن عارف العوني فقد استدل بكلام شيخ الإسلام هذا بعينه حتى يبطل ما عليه أهل السنة من أن البدع أشد من الكبائر، وهذا في رسالته التعامل مع المبتدع (ص75).

فسالم يأتي باستدلالات المنحرفين عن منهج السلف ويطعن بها على السلفيين، فهو يعتمد على مصادر ومراجع أصحابها ليسوا على مذهب السلف.  

والجواب عما ذكر من كلام الأئمة: أنه ولله الحمد ليس فيه ما يدل على أن بعض الكبائر أشد من البدع، وللأسف سالم الطويل اقتطع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه ولم يتمه تمويها وتدليساً، فبإتمام كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يتضح المراد منه فقال بعد ذلك:


( فمن خلص من الشهوات المحرمة والشهوات المبتدعة وجبت له الجنة وهذه هي الثلاثة الكلام المنهى عنه والطعام المنهى عنه والنكاح المنهى عنه فإذا اقترن بهذه الكبائر استحلالها كان ذلك أمرا فكيف إذا جعلت طاعة وقربة وعقلا ودينا ). ا.ه   


فتبين من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الكبائر لو جعلت طاعة وقربة يتعبد بها إلى الله صارت من الشهوات المبتدعة.

وكلام شيخ الإسلام في تقرير أن البدعة أشد من الكبائر كثير جداً، فلا يجوز اتباع المتشابه من القول وترك الواضح البين فإن هذا من علامات الذين يبتغون الفتنة في الدين والتأويل الفاسد.

قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (10/ 9): ولهذا قال أئمة الإسلام كسفيان الثوري وغيره إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن البدعة لا يتاب منها والمعصية يتاب منها. ومعنى قولهم إن البدعة لا يتاب منها: أن المبتدع الذي يتخذ دينا لم يشرعه الله ولا رسوله قد زين له سوء عمله فرآه حسنا فهو لا يتوب ما دام يراه حسنا لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيئ ليتوب منه. أو بأنه ترك حسنا مأمورا به أمر إيجاب أو استحباب ليتوب ويفعله.

وقال أيضاً في الإخنائية (ص: 389): وقد قال سفيان الثوري: ( البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، لأن المعصية قد يتاب منها والبدعة لا يتاب منها ).

وقد كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشرب الخمر يقال له عبد الله بن حمار، فلعنه رجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله ) رواه البخاري، ولما أتى ذو الخويصرة - وهو رجل ناتئ الجبين غائر العينين كث اللحية - وقال: يا محمد اعدل فإنك لم تعدل، فأراد بعض أصحابه قتله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعه فإنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون  القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ). وهذا الحديث في الصحيحين وغيرهما، فهذا العابد الظاهر العبادة هو ومن اتبعه لما خالفوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحلوا دماء من لم يوافقهم على بدعتهم، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم، وذاك الشارب الخمر لما كان محبًّا للرسول صلى الله عليه وسلم ولسنته نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لعنته وقال: (لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله). ا.ه

وأما النقل عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

فالشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى هو على مذهب السلف، فإنه قرر أن البدعة أشد وأكبر من الكبائر، وهذا ما قرره كما في سؤال الذي وُجّه إليه في القاء الباب المفتوح شريط رقم (217) الدقيقة 20 تقريباً.

ونص السؤال: ما حكم تخصيص العمرة في شهر رجب؟ وهل البدع أكبر من الكبائر؟

فأجاب عن مسألة تخصيص العمرة في رجب، ثم أجاب عن سؤال هل البدع أكبر من الكبائر؟ فقال: والبدع أمرها عظيم جداً، أمرها شديد؛ لأن البدع الدينية التي يتقرب بها الناس إلى الله فيها مفاسد عظيمة.

منها: أن الله لم يأذن بها، وقد أنكر الله على الذين يتبعون من شرعوا بلا إذن، فقال: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى:21] .

ثانياً: أنها خارجة عن هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بسنتي وإياكم ومحدثات الأمور) .

ثالثاً: أنها تقتضي إما جهل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه في هذه البدعة، وإما عدم عملهم بها، وكلا الأمرين خاطئ.

إن قلت: إن الرسول علم عنها مشكل، وإن قلت: علم ولكن لم يعمل ولم يبلغ مشكل أيضاً.

رابعاً: أنها تستلزم عدم صحة قول الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة:3] لأنك إذا أتيت بشيء جديد يعني: أن الدين في الأول ناقص ما كمل، وهذا خطير جداً، أن نقول: هذه البدعة تقتضي أن الدين لم يكمل.

ومنها: أن هؤلاء المبتدعين جعلوا أنفسهم بمنزلة الرسل الذين يشرعون للناس، وهذه أيضاً مسألة خطيرة، ولو تأملت لوجدت أكثر من هذه الخمس في مضار البدع ولو لم يكن منها إلا أن القلوب تتعلق بهذه البدع أكثر مما تتعلق بالسنة، كما هو مشاهد، تجد هؤلاء الذين يعتنون بهذه البدع ويحرصون عليها لو فكرت في حال كثير منهم لوجدت عنده فتوراً في الأمور المشروعة المتيقنة، ربما يبتدع هذه البدعة وهو حليق اللحية، مسبل الثياب، شارب للدخان، مقصر في صلاة الجماعة.

يقول بعض السلف: ما ابتدع قوم بدعة إلا تركوا من السنة مثلها أو أشد.

حتى إن بعض العلماء قال: المبتدع لا توبة له.

لأنه سن سنة يمشي الناس عليها إلى يوم القيامة أو إلى ما شاء الله، بخلاف المعاصي الخاصة، فخاصة بفاعلها وإذا تاب ارتفعت لكن المشكلة البدعة، حيث لو تاب الإنسان من البدعة فالذين يتبعونه فيها لم يتوبوا، فلذلك قال بعض العلماء: إنه لا توبة لمبتدع، لكن الصحيح أن له توبة، وإذا تاب توبة نصوحاً تاب الله عليه، ثم يسأل الله أن تمحى هذه البدعة ممن اتبعوه فيها. أ.ه

فانظر كيف استدل الشيخ ابن عثيمين من خمسة أوجه بل أكثر أن البدعة أشد من الكبائر، وأن في البدع صفات ما ليس في الكبائر، وأما ما نقله سالم الطويل عن ابن عثيمين فليس فيه دلالة لا من قريب ولا من بعيد، لأنه رحمه الله بيّن في أول كلامه أن البدعة أشد من جهة: أثرها، وبيان أنها تقدماً بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يعارض كلامه رحمه الله في جوابه للسؤال السابق.

وأما استدلاله بكلام الشيخ ربيع حفظه الله تعالى، فهو قد اقتطع تلك الجملة وترك تكملة الكلام، فكم فرح بها الجماعات الإسلامية وطاروا بها ونشروا لما يعتقدون فيه تأييداً لمذهبهم في نشر البدع وأنها أخف من الكبائر. وكيف يعاون سالم الطويل تلك الجماعات المنحرفة بنشر كلام الشيخ الذي ليس في محله، وذلك: أن كلام الشيخ ربيع في مسألة الرواية وأن الرواية عمن وقع في البدعة كبعض أهل البصرة في بدعة القدر وذلك بشرط عدم الدعوة إليها لمقبولة عند أهل الحديث ومعرفتهم له بالصدق والأمانة، وأما الكذاب فلا شك ترد روايته ولو لم يتلبس ببدعة، لأن المقصود هنا في معرفة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هل هو ثابت عنه أم لا؟

ومن جانب آخر أن كلمة الشيخ ربيع حفظه الله تعالى كان رداً على الحدادية الذين اشتهروا بالكذب والتدليس على السلفيين، فقال الشيخ حفظه الله مباشرة بعد المقطع الذي اقتطعه سالم الطويل ولم يكمله حتى يتبين للقارئين مقصد الشيخ:... وهؤلاء الحدادية يعتبرون من الدعاة إلى البدع جاؤوا بأصول يرفضها الإسلام وتحارب السنة وتحارب منهج السلف وطعنوا في أئمة الإسلام, الحداد بدأ بابن تيمية وثنَّى بابن أبي العزّ وبابن القيم واستمرَّ هكذا لا يتولى أحد من أهل السنة أحدًا إلاَّ وطعنوا فيه وطعنوا في علماء السنة المعاصرين فطعنوا في الشيخ أحمد النجمي والشيخ زيد في الجنوب فمن يقوم بالسنة؟!!

وطعنوا في علماء أهل مكة والمدينة فمن يقوم بالسنة؟!!!!

حرب على السنة طعنوا في كلِّ سلفي لا يوافق الحدادية كلهم طعنوا فيهم وشوهوهم وشوَّهوا أصولهم وجاؤوا بأصول فاسدة مناهضة لمنهج السلف فهم امتداد للإخوان المسلمين بل هم أسوأُ من الإخوان المسلمين, ويخدمون أهل البدع جميعاً وحرب أهل السنة هدف لهم, كيف -يا أخي- ما تترك سلفي؟!!!! خمسة ستة في مكة وعشرة في المدينة في الدنيا كلها ما تركوا السلفيين لا في مكة ولا في المدينة ولا في الطائف وفي جدَّة كلُّ واحد يقدم خيرا ويذبُّ عن السنة طعنوه, هل هؤلاء أهل سنة؟!!!!

يقولون: (كَذَب ,كَذَب ... ) يحكمون عليهم بالكذب يفترون عليهم ومنه رمينا نحن بأننا مرجئة عند هؤلاء الأفَّاكين. أ.ه

وكلامه حفظه الله ليس فيه أدنى تعلق بما يستدل به سالم الطويل.        

فتبين أن مذهب العلماء المعاصرين فيما استدل به من كلام الشيخ ابن عثيمين والشيخ ربيع بعيد كل البعد عما أراده. وتبين أيضاً أن من منهج سالم الطويل القطع والبتر من كلام الأئمة والأخذ من نصوصهم ما يؤيد مذهبه.

ثم قال سالم الطويل في المقالة نفسها:

قد يختلف العلماء في بدعية أمر ما فيرى بعضهم أن كذا وكذا بدعة ويرى آخرون أنه ليس ببدعة، ولهذا أسباب كثيرة منها ظهور الدليل عند قوم دون آخرين، ومنها ثبوت الدليل عند قوم دون آخرين، ومنها تفاوتهم في فهم النص ودلالته وغير ذلك من الأسباب المذكورة في مظانها من كتب أهل العلم.

وعليه: فلا يلزم إذا قال أحد ببدعية أمر ما كصلاة التسابيح مثلاً لأن الدليل عنده لا يصح أن يوافقه من قال بسنيتها لثبوت حديثها عنده. أ.هـ

والجواب:

أن هذا الكلام هو الذي قرره علي الحلبي والمأربي وعرعور وغيرهم في أنه لا يلزمهم التبديع ولو ظهرت الأدلة الشرعية الصحيحة البينة الواضحة، وجعلوا مردّ ذلك إلى أهوائهم لا إلى الأدلة الشرعية. فالمطلوب اتباع الدليل ونعذر صاحب السنة إذا لم يبلغه الدليل، فمن حفظ حجة على من لم يحفظ.

وفيه مغالطة أخرى من جهة أنه مثّل بصلاة التسابيح وليس المثال مطابقاً لما قرره، فإن صلاة التسابيح جاءت فيها أدلة وآثار، وقد تنازع العلماء في تصحيح الأحاديث التي جاءت في الترغيب بها، وإن كان الصحيح فيها أنها لا تثبت لضعف الأحاديث التي جاءت فيها، فمن عمل بها كان وفقاً للأدلة التي صحت عنده، فالتمثيل بها في هذا الموطن بعيد جداً.   

قال الشيخ ربيع في التثبت في الشريعة الإسلامية وموقف أبي الحسن منه ( ص: 23( :

 إذا كان لمخالفك أدلة واضحة كالشمس على مخالفات المغراوي للمنهج السلفي فبأي وجه شرعي تقول لا يلزمني قوله؟، وإذا كانت كلمة علماء السنة قد أيدت مخالفي المغراوي بناء على هذه الأدلة الواضحة فبأي وجه شرعي تخالفهم.

قال أيضاً حفظه الله في مقالته: ( أئمة الجرح والتعديل هم حماة الدين من كيد الملحدين وضلال المبتدعين وإفك الكذابين ) - رد على بعض المتعالمين -:

والواجب فيما اختلف فيه من أمر الدين الرد إلى الله والرسول، قال تعالى: ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ).

فينظر في قول المتنازعين في ضوء الشريعة وقواعدها المستمدة منها لا المفتعلة فمن وافق قوله شريعة الله وجب الأخذ بقوله ومن خالفها رد قوله مع احترامه واعتقاد أنه مجتهد له أجر المجتهد المخطئ، ولا يقف المسلم المتبع موقف أهل الأهواء فيقول قد اختلف العلماء فلا يلزمني قول فلان وفلان ويذهب يتلاعب بعقول الناس فإن مثل هذا القول يجرئ الناس على رد الحق وإسقاط أهله وصاحب الحجة يجب الأخذ بقوله اتباعاً لشرع الله وحجته لا لشخص ذلك الرجل وسواد عينيه. أ.ه

ومن تحريفاته:

·       في مقالته ( ضوابط في النقد والردود ) المنشور في موقعه 5/12/1427ه  25/12/2006م. قال: الحادي عشر: الرد والنقد فرض كفاية فلا يلزم كل مسلم ان يرد على المخالفين ويحفظ مواطن الخطأ عندهم. أ.ه

وهذا فيه تهوين في الرد على المنحرفين وأهل الأهواء، ويترك لهم التقول على الله بغير علم، فإذا نظر العالم العارف بمذاهب أهل البدع وعلم أن الرد عليهم فرض كفاية فسيكل الأمر إلى غيره وهكذا حتى تذهب السنة وتعلو البدعة، فبدل أن يحث سالم الطويل على الجهاد في الرد على أهل الأهواء: يقرر لهم ما يثبطهم في وقت يحتاج إلى من يقمع أسس البدع.

انظر إلى قول أبي عبيد القاسم بن سلام يقول: المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من ضرب السيف في سبيل الله عز وجل. تاريخ بغداد (14/ 392).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :... لكن الموافقة التي فيها قهر المخالف وإظهار فساد قوله: هي من جنس المجاهد المنتصر. فالراد على أهل البدع مجاهد حتى كان " يحيى بن يحيى " يقول: " الذب عن السنة أفضل من الجهاد "  مجموع الفتاوى (4/ 13).

وقد نقد الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى هذه الكلمة في رده على إبراهيم الرحيلي فقال في (ص 61 – 62 ):

[ أقول:

قولك: (( الرد على المخالف من فروض الكفايات؛ فإذا قام به أحد العلماء وتحقق المقصود الشرعي برده على المخالف وتحذير الأمة, فقد برئت ذمم العلماء بذلك على ما هو مقرر عند العلماء في سائر فروض الكفايات )).

أقول: نعم إذا تحقق المقصود الشرعي برد هذا الواحد فقد برئت ذمة الباقين من المسلمين, لكن إذا لم يتحقق المقصود الشرعي برد الواحد على المخالف بأن يعاند هذا المبتدع المردود عليه, وبأن يوجد في الساحة أناس من أدعياء العلم يدعمون المردود عليه ويفرحون بردوده الظالمة الباطلة على ذلك العالم الراد للبدع والأباطيل, ويوجد علماء ساكتون لم يبينوا خطأ وأباطيل المردود عليه, بل يستغل المردود عليه هذا السكوت ويوهم الناس أن هؤلاء الساكتين معه ويؤيدونه, ويوهمهم بأنه لو كان على الباطل لأدانوه, فإنه حينئذ قطعاً يجب على العلماء الساكتين أن يبينوا للناس الحق نصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

ونصرة الحق وحسماً لمادة الفتن والاختلاف التي نشأت عن السكوت أو التأييد المبطَّن لصاحب الباطل اللذين أديا إلى عدم تحقق المقصود الذي يسقط الحرج عن الباقين.

ولا يجوز أن يقال: فقد برئت ذمم الباقين.

فإذا لم يتحقق المقصود برد واحد أو عشرة من العلماء لم تبرأ ذمة بقية العلماء حتى ينهضوا أو ينهض منهم من يتحقق به المقصود وتنطفئ بهم الفتنة وبأن يظهر الحق للناس طلاب العلم والعوام كما يظهر لهم الباطل.

فالقول بتحقق المقصود والحال هذه, والبلبلة والاضطراب الشديد قائمين أمر عجيب وأعجب منه قول القائل: (( فقد برئت ذمة العلماء )).

وكان يجب على الدكتور إبراهيم والعلماء الساكتين وغيرهم أن يتحركوا لمواجهة الفتنة أو الفتن الضاربة أطنابها, وأن يكون هذا الواقع المؤلم حافزاً لهم على القيام بالواجب الكفائي.

ولا يبعد أن يكون سبب هذه الفتنة الكبيرة وما ترتب عليها هو سكوت الساكتين الذين يرفضون أن يقوموا بهذا الواجب الكفائي الذي لم يتحقق المقصود منه برد شخص واحد, وتأمل فقه أهل السنة السابقين وقيامهم مجتمعين بهذا الواجب العظيم. ] أ.ه.

ومن تحريفاته:

·       لسالم الطويل مقالة بعنوان في موقعه: الشيخ عبيد الجابري عيوننا له مهاد وأجفاننا له غواش 1430/03/05   2009/03/02

       وله أيضاً: كاد الشيخ ربيع المدخلي أن يكون بدريا1431/06/24 2010/06/07


وبهذين العنوانين يلزم مناصرة سالم الطويل للشيخين في دعوتهما إلى الحق ومحاربتهما للباطل، ولا نقول أن تتعصب لهما أو تقول بكل قول قالا به أو تقلدهما تقليداً أعمى، وإنما المقصود أن هذين العنوانين يدلان أن قائلهما لابد أن يكون معهما في أشد الأوقات التي تتوجه سهام الجماعات السياسية إليهما تصريحاً أو ضمناً  كأمثال إبراهيم الرحيلي وبدر بن طامي وعلي الحلبي والمأربي وعبد المالك الرمضاني والغنيمان والمغراوي وغيرهم كثير، فلا نجد لك موقفاً  واضحاً صريحاً من هؤلاء، فمن طوام هؤلاء أنهم لا مانع عندهم من التعاون مع إحياء التراث، فعند علي الحلبي من الطوام والبلايا: الشيءُ الكثير كثنائه على رسالة عمان التي تضمنت وحدة الأديان ومساواة الأديان فوصف تلك الرسالة: بأنها شارحة للإسلام، وتمثل وسطيته. وكذلك رميه للسلفيين بالغلو، وسبه وشتمه للصحابة رضي الله عنهم بالغثائية وغير ذلك من الطوام.


والمأربي وتهجمه على أخبار الآحاد، وقوله: نريد منهجاً واسعاً أفيح يسع أهل السنة والأمة. يريد بذلك التعاون مع الجماعات الإسلامية السياسية، ودفاعه عن سيد قطب.


والغنيمان التكفيري الذي ينافح عن محمد سرور زين العابدين، ويحاضر عند التراث والسروريين.


وبدر بن طامي الذي يفتخر بشيخه التكفيري عبد الله السعد والذي ينافح عن التكفيريين، والذي حذّر منه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى من منهجه الفاسد في علم الحديث [ موجود في موقع سحاب ]، وكذلك تعظيم ابن طامي لزهير الشاويش ومجالسته معه وقد قال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى عن زهير: وجاءت دعوة التقريب إلى الروافض، وأذكر مع الأسف أنّي لَمّا كنت بالرياض قدِّم لي كتاب فيه المناداة ـ من أحد الإخوان المسلمين الذين يدَّعون السلفية ألا وهو زهير الشاويش. ينادي فيه بالوحدة الإسلامية الشاملة التي يدخل فيها الموحِّدون أي الدروز. [ منقول من وموقع الشيخ ربيع المدخلي تحت عنوان ( أجوبة فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي السلفية على أسئلة أبي رواحة المنهجية) ].

وعبد المالك رمضاني الذي يصد عن دعوة الشيخ ربيع والشيخ عبيد وسعى بالدفاع عن علي حسن ويبرر له أفعاله.


وإبراهيم الرحيلي _الذي هو أستاذ في العقيدة_ الذي رد عليه الشيخ ربيع في رسالته ( بيان ما في نصيحة إبراهيم الرحيلي من الخلل والإخلال ) ورد عليه الشيخ عبيد في رسالته ( تحذير المحب والرفيق من سلوك بنيات الطريق ) في مسائل شاذة شذّ فيها عن منهج السلف الصالح كتسويغه الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في أصول الدين، وأنه ليس بسلفي من حقق الاعتقاد الصحيح مع إخلاله في الأخلاق الحسنة، ودفاعه عن جمال الدين القاسمي الذي يدافع عن جهم ويسوغ الاجتهاد للجهمية والمعتزلة [ انظر الرد للشيخ عبيد حفظه الله (ص168-169)]، وغير ذلك من الطوام.


فهل وقفت الموقف الصحيح مع المشايخ الكبار ضد هؤلاء أما الدفاع عنهم أو السكوت، ولا يسوغ لك السكوت في وقت بيان الحاجة، ونرى عدم سكوتك عن المشايخ السلفيين؟


فهؤلاء أصبحوا سداً منيعاً للدعوات الحزبية السياسية ولأهل الأهواء، والله إن المسلم الصادق ليخشى أن يكون من المنافحين عن أهل الأهواء والبدع، ويخشى بذلك أن يدخل تحت حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي الطفيل، قال: قلنا لعلي بن أبي طالب، أخبرنا بشيء أسره إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أسر إلي شيئا كتمه الناس، ولكني سمعته يقول: « لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثا، ولعن الله من لعن والديه، ولعن الله من غير المنار » رواه مسلم (1978) وكذا أخرج البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة تحت باب إثم من آوى محدثا، وأورد فيه حديث أنس رضي الله عنه.


ففي فتح المجيد شرح كتاب التوحيد (ص: 147(


فمعنى الكسر ( أي كسر الدال في محدِث ): من نصر جانيا وآواه وأجاره من خصمه، وحال بينه وبين أن يقتص منه. وبالفتح: هو الأمر المبتدع نفسه، ويكون معنى الإيواء فيه الرضى به والصبر عليه; فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها ولم ينكر عليه فقد آواه. أ.ه       


وخاصة من جانب جمعية إحياء التراث، فإن الشيخين الشيخ ربيع والشيخ عبيد لهما من الجهود في محاربة جمعية التراث والتحذير منها ومن شيوخها بالأدلة والبراهين، فنجدك تحارب التراث من جانب عبد الرحمن عبد الخالق وتمدح بعض شيوخ التراث أتباع عبد الله السبت _والذي مدحهم منهم من يمدح عبد الرحمن عبد الخالق بل وألف شرحاً لبعض رسائله كعيسى مال الله_، فالشيخان حذرا من التراث ومن يحمل أراء التراث.


فقلت أنت في مقالة رد الإساءة بالإحسان في التعقيب على الدكتور خالد السلطان (٢(:


إذا أحببت ان تتأكد من صحة كلامي فاسأل بعض الفضلاء كالشيخ محمد بن ابراهيم الشيباني والشيخ عبدالرحمن بن عيسى السليم والشيخ عيسى بن مال الله بن فرج والشيخ الدكتور فلاح بن اسماعيل مندكار والشيخ الدكتور فلاح بن ثاني السعيدي والشيخ حمد الأمير والدكتور عبدالله الفارسي والشيخ الدكتور سليمان معرفي والشيخ حاي بن سالم الحاي والشيخ فيصل السمحان وأمثالهم. وهؤلاء أحسب أنهم من أهل الصدق والفضل والأمانة...


وقلت في الإساءة بالإحسان في التعقيب على الدكتور خالد السلطان (3(:


فأقول: الحمد لله ما هذه إلا دعاوى مجردة من الدليل واني بحمد الله احب اخواني المسلمين سواء أكانوا من جمعية احياء التراث أو من خارجها وأعرف لهم حقوقهم وأحفظ لهم حرمتهم على قصور فيَّ ومني. وأرى ان من منتسبي جماعة التراث أصحاب فضل وعلم وديانة -أحسبهم والله حسيبهم ولا أزكي على الله احداً من خلقه- ومنهم من أهل القرآن كأصحاب الفضيلة الشيخ محمد الحمود النجدي، والشيخ داود العسعوسي والشيخ ابراهيم الأنصاري والشيخ فيصل القزار وغيرهم ومنهم أولئك الذين سبق ان ذكرت أسماءهم من أصحاب الفضيلة ولا أذكر في حياتي أني تعرضت لهم بسوء ولا علمت أن أحداً منهم تعرض لي بسوء والحمد لله رب العالمين، بل ومنهم من ينتقد الأخطاء نفسها التي انتقدها على جماعة التراث فلا أدري لماذا الدكتور خالد السلطان هداه الله للإيمان يسعى للوقيعة بيني وبين كل منتسبي احياء التراث بلا بينة ولا برهان؟ نسأل الله السلامة.ا.ه


فانظر إلى تبجيلك واحترامك لرؤوس مشايخ التراث، والمطلوب أن تكون على خطى الشيخين في التحذير من هؤلاء الذين سميتهم، لا احترامهم.


ودل تبجيلك لهم أن جعلت أخطاء التراث كأخطاء الأئمة الأربعة كما في شريط صوتي مسجل موجود في تويتر جاسم الكوهجي 14/12/2013م، فقلت: الجمعية لها وعليها الأئمة الأربعة لهم وعليهم. أ.ه


وهذا قياس باطل من وجوه:


أولاً: أن جمعية التراث جمعية بدعية لم تقم على كتاب ولا سنة، وإنما قامت على أسس الإخوان المسلمين فهي الوجه الآخر لهم، وهي حاضنة لأهل الأهواء والبدع على شتى طرقهم ومسالكهم البدعية ما بين تبليغي وإخواني وتكفيري وغيرهم.     


ثانياً: وهذا القياس طعن في الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى كيف يقاس بهم وهم قد بنوا مذاهبهم على الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة، وتلك الجمعية قامت على محاربة السنة وأهلها وتفريق شملهم وزرع الفتنة بينهم، ولا يكونون في مكان إلا وتجدهم يفتنون الناس بالأموال والمناصب والرياسات السياسية.


ثالثاً: الخلاف بين الأئمة الأربعة في المسائل الفقهية العملية بحسب فهم الدليل والاستنباط منه وصحة الدليل وعدمه مع اتفاقهم في الوصول إلى الحق وابتغاء مواطنه ببذل الجهد في تحصيله، وأما جمعية التراث إنما خلافنا معهم في مسائل علمية عقدية كالتحزب والبيعة عندهم، والتعاون مع رؤوس أهل البدع وغير ذلك، فكيف يقاس المسائل العقدية على المسائل الفقهية إلا إرادة التهوين في الخلاف مع جمعية التراث.


رابعاً: قال الإمام أحمد رحمه الله: أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس؛ فالتأويل: في الأدلة السمعية، والقياس: في الأدلة العقلية. مجموع الفتاوى (3/ 63(


وهنا قد جمعت في قياسك هذا التأويل الفاسد من حيث أن النصوص الشرعية تقتضي هجر أهل الأهواء والتحذير منهم وأنت تحاول التقرب إلى جمعية التراث، ومن جهة القياس الفاسد حيث جعلت الخلاف بين أهل السنة وبين جمعية التراث كالخلاف بين الأئمة الأربعة في المسائل الفقهية وهذا قياس فاسد ظاهر البطلان.


خامساً: هذا القياس يقرر مذهب الموازنات، وبهذا صرّح سالم الطويل في مقاله رد الإساءة بالإحسان في التعقيب على الدكتور خالد السلطان (2( فقال:


 16- أخي الدكتور خالد الأمر الذي ينبغي ان تستوعبه وبإذن الله اذا استوعبته فسترتاح كثيرا ألا وهو ان جماعتكم فيها جوانب ايجابية وجوانب سلبية وفيها سلفية وفيها اخوانية وفيها أعمال صالحة وأخرى سيئة كما أن فيها مستقيمين وفيها غير ذلك، وهذه حقيقة يعرفها كل منصف بأن فروع جمعيتكم متفاوتة بالمنهج والفكر، والخلاف بينكم مشهور كالخلاف بين شيخيك الشيخ عبدالله بن خلف السبت والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق. فانتقادي وانتقاد غيري متوجه للباطل الذي عندكم لا للحق، فما الذي يغضبك في ذلك؟! فأنتم لستم معصومين مع العلم ان الانتقاد ينفعكم وذلك لتداركوا أخطاءكم فتصححوها. وليس بالضرورة كلما انتقدكم أحد وجب عليه ان يذكر حسناتكم ويثني على افعالكم الحميدة فتنبه لهذا. أ.ه


فمقتضى كلام سالم الطويل نقول: وعلى هذا تكون جمعية الإصلاح الاجتماعي المتمثلة بدعوة الإخوان المسلمين:


فيها جوانب إيجابية وفيها جوانب سلفية.


فيها سلفية وفيها إخوانية.


فيها أعمال صالحة وأخرى سيئة.


فيها أناس مستقيمون وفيها غير ذلك.


وقبل الجواب عن مسألة الموازنات اقرأ  كلام الشيخ عبيد الجابري حفظه الله وهو مسجل بصوته في موقع سحاب بعنوان تحذير العلامة عبيد الجابري من عبد الله الغنيمان وجمعية إحياء التراث.


السؤال: هناك بعض الجمعيات لدينا ما بين مؤيد لها ومحذر منها مثل جمعية إحياء التراث الإسلامي التي تنتشر في الخليج وفي بعض الدول الإسلامية فما هي المخالفات التي عندها وما الواجب على طالب العلم تجاه ذلك ؟


الجواب: أولاً هذه الجمعية نحن أبدئنا فيها وأعدنا وبينا بما ثبت عندنا من الأدلة على انحرافها وضلالها وأنها ليست على السنة، والذي أدين الله به فيها أنها تخدم الدنيا بالدين تخدم السياسة بما تظهره من دعوة، دعوة خليط فيدعون من يدعون من أهل الأهواء فسليمان الجبيلان التبليغي المحترق إمام عندهم داعية، وآخر ما أفرزته هذه الجماعة الضالة المضلة دعوتهم الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله - أظن - الغنيمان الذي كان أستاذاً في الجامعة الإسلامية ثم بعد التقاعد ذهب إلى القصيم وهذا تكفيري يدافع عن محمد سرور بن نايف زين العابدين ومن آخر ما صدر عنه حسب علمي مباشرة أنه اتفق في الفتوى هو والسحيباني محمد بن ناصر و القاري عبدالعزيز بن عبد الفتاح القاري على أن الأشاعرة من الفرقة الناجية والطائفة المرضية وكفى بهذا ضلالاً، فهل بالله عليكم يسوغ لجماعة على السنة أن تدعو هذا وما أظنه يخفى عليهم حاله ولكن هكذا الجماعات الدعوية الحديثة التي تختل السياسة بالدين أو البدعة بالسنة هذه حالهم تلبيساً على الناس واستجلاباً لمن يكثر سوادهم ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يحق الحق بكلماته وأن يمحق الباطل وأهله وأن يجعل دائرة السوء على الباطل وأهله وأن ينجي أهل السنة من مكرهم وكيدهم وشرهم وأن يثبت أهل السنة بالقول الثابت على السنة في الحياة الدنيا وفي الآخرة. انتهى كلام الشيخ عبيد .


بل قلت في مقالة الشيخ ربيع: اخواني السلفيين احفظوا للشيخ ربيع حقه فوالذي نفسي بيده أن الوقوف ضد الشيخ ربيع مكسب لكل حزبي ولكل قطبي .


فقد وقفت ضد الشيخ ربيع بل والمشايخ السلفيين في محاربتهم للتراث وشيوخهم، وأنت سعيت في ذكر مساوئهم ومحاسنهم الذي يجعل الخلاف معهم ليس خلافاً على سنة وبدعة.  


ولا تقول أن جمعية التراث ليست إخوانية، بل هي إخوانية باعترافك كما في مقالك ( كاد الشيخ ربيع المدخلي ان يكون بدريا ) فقلت في مقالك: لقد استطاع الشيخ ربيع بن هادي أن يهز أركان جمعية عبدالرحمن عبدالخالق جمعية التراث السلفية الإخوانية !!! فتجدهم يحسبون له ألف حساب ويسارعون بدعم بعض من يرد على الشيخ ربيع ويساهمون بنشر كتاب المأربي ويوصون بقراءته والله المستعان.

واعلم اخي القارئ أن الشيخ ربيع قد احرج جمعية التراث السلفية الإخوانية لما كتب كتابا جميلاً بعنوان: ( جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات في الرد على عبدالرحمن عبدالخالق ( . أ.ه

فكيف تقول أنها إخوانية ومع ذلك تمدح رؤوسهم هذا من التناقض العجيب. أم تريد أن تقول جمعية التراث فيها سلفية عبد الله السبت وإخوانية عبد الرحمن عبد الخالق.


وهذا الذي تحوم حوله بما يدل من كلامك.


وهذا الذي ذكرته هو الذي حذّر منه العلماء فيمن سلك مسلك الموازنات وهو ذكر حسنات المردود عليه وذكر سيئاته حين الرد عليه، ومنهج الموازنات منهج ومسلك خطير جداً:


أولاً: قاعدة الموازنات تخدم قاعدة الإخوان المسلمين ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) فإنهم نظروا إلى المحاسن فقبلوها وغضوا الطرف عن الشركيات والبدع وما ذلك إلا لإضعاف الحجة الواضحة ودحضها، كما أن الموازنات فيها تقليل أثر الحق وتهوين من أمر الباطل فشارك تلك القاعدة في تقليل شأن الانحراف.


ثانياً: يوجب الجمع بين المتناقضات فيضيع الحق ويظهر الباطل، وهذا يذكرنا بالأثر النفيس  فقد قيل للأوزاعي: إن رجلاً يقول: أنا أجالس أهل السنة, وأجالس أهل البدع, فقال الأوزاعي: هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل. الإبانة الكبرى لابن بطة (2/ 456(


ثالثاً: قد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن ذكر حسنات المبتدع عند الانتقاد؟ فقال رحمه الله:  لا؛ ما هو بلازم، ما هو بلازم، ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة؛ وجدت المراد التحذير، اقرأ في كتب البخاري "خلق أفعال العباد"، في كتاب الأدب في "الصحيح"، كتاب "السنة" لعبدالله ابن أحمد،  كتاب "التوحيد" لابن خزيمة"، و "رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع" ... إلى غير ذلك. يوردونه للتحذير من باطلهم، ما هو المقصود تعديد محاسنهم. أ.ه


ولما سئل الشيخ الألباني رحمه الله عن الموازنات، فوصفها بقوله: هذه طريقة المبتدعة.


وقال رحمه الله: الله أكبر، هؤلاء يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. 


وقال أيضاً: إن هؤلاء الذين ابتدعوا بدعة الموازنات هم بلا شك يخالفون الكتاب ويخالفون السنة، السنة القولية والسنة العملية، ويخالفون منهج السلف الصالح.


وكذا قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لما سئل عن قول القائل: انه من العدل والانصاف عند النصيحة والتحذير من البدع واهلها أن نذكر حسناتهم إلى جانب سيئاتهم.


الجواب: اقول لك لا لا لا هذا غلط .


السائل: طبعا يا شيخ تبعا لهذه القاعدة يقول: أنك إن ذكرت محاسن أهل السنة من العدل والانصاف أن تذكر مساويهم الى جانب حسناتهم .


الشيخ: اسمع يا رجل في مكان الرد لا يحسن ان تعد محاسن الرجل. اذا ذكرت محاسن الرجل وانا ارد عليه ضعف ردي .


السائل: حتى من أهل السنة ياشيخنا ؟


الشيخ : أهل السنة وغير أهل السنة. كيف أرد عليه وأنا أمدحه هذا معقول ؟


وهذا تلخيص من كلام الأئمة في رد على شبهة الموازنات ومن أراد الاستزادة في ذلك فعليه بالكتاب القيم ( صيانة السلفي من وسوسة وتلبيسات علي الحلبي ) للشيخ الفاضل أحمد بن عمر بازمول فقد أجاد وأفاد في فضح طريقة الحلبي وتلونه (ص139).


فسالم الطويل يذم جمعية التراث من جهة، ويزكيها من جهة لبعض شيوخها، ومن جهة أنه يحث على الحضور عندهم في حلق التحفيظ، كما صرح في جلسته في ديوان البوص وكذلك هو مسجل في الانترنت بعنوان ( ردود العلماء على دعوى سالم الطويل لتعلم القرآن في أحضان الجماعات ) أنه يجوّز حضور حلقات القرآن عند جمعية التراث، وهو يقول في نفس تلك الجلسة وهو أول من قام بالتحذير من التراث، وهذا من تناقضاته الكثيرة، فمن مفاسد الحضور عندهم: تكثير سوادهم، وخشية وقوع الحاضر عندهم في أهوائهم، وتمويه الحق بالباطل، وضياع السنة وغير ذلك من المفاسد العظيمة، فوالله لأن يكون جاهلاً بقراءة القرآن خير له من أن يكون عالماً بقراءة القرآن على بدعة فيه وانحراف عن السنة.


وقد حذرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من مجالسة أهل أهواء كما في البخاري (2101) عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه، أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بدنك، أو ثوبك، أو تجد منه ريحا خبيثة ».


وعلق الشيخ الألباني في السلسلة الأحاديث الصحيحة تحت هذا الحديث (7/ 651(:


)تنبيه) من فوائد هذا الحديث ما ترجم البيهقي بقوله: "باب مجانبة الفسقة والمبتدعة، ومن لا يعينك على طاعة الله عز وجل ". أ.ه


وحذّر السلف من تكثير سواد المخالفين 


ففي صحيح البخاري (7085) في كتاب الفتن، باب من كره أن يكثر سواد الفتن والظلم. عن أبي الأسود، قال: قطع على أهل المدينة بعث، فاكتتبت فيه، فلقيت عكرمة، - فأخبرته فنهاني أشد النهي ثم - قال: أخبرني ابن عباس: " أن أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين، يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأتي السهم فيرمى فيصيب أحدهم فيقتله، أو يضربه فيقتله، فأنزل الله تعالى: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} [النساء: 97] ".


وقال سفيان: « ليس شيء أبلغ في فساد رجل وصلاحه من صاحب». انظر الإبانة الكبرى لابن بطة (2/ 478(، وللسلف رحمهم الله تعالى كلام كثير يكتب بماء الذهب في التحذير من مجالسة أهل البدع، ولكن سالم الطويل يرى أن الاستدلال بكلام السلف في التحذير من البدع والمبتدعة لا ينطبق على جمعية التراث اليوم، كما سيأتي الرد على هذه الشبهة.


وقد جاء الجواب من الشيخ عبيد الجابري حفظه الله ما ملخصه - في التسجيل نفسه -:


جمعية التراث قد تكلمنا فيها ولا يجوز الحضور عندها ولا الدراسة عندها لأن الجمعية بما ثبت عندنا حرب على أهل السنة في الكويت والتي تحتوي في بعض أعضائها تكفيريين كناظم المسباح الذي نتضح أشرطته بالتكفير. أ.ه


وكذلك قرر الشيخ ابن عثيمين في النهي عن دراسة العلم عند المبتدع. 


فسالم الطويل وقف ضد السلفيين الذين هم في الوقت يحاربون التراث على مدى سنوات طويلة ويحاربون من يدافع عنهم كالمغراوي والحلبي والمأربي وغيرهم، فما زاد سالم الطويل في دفاعه عن التراث إلا شدة وقوة للحلبي والمأربي وغيرهما، وكفى بذلك تهويناً للحق وتخذيلاً لأهله، وتسويغاً للباطل.


ومن تحريفاته: 


·       قال سالم الطويل [ وهذا نص كلامه في أحد مجالسه وهو مسجل بصوته في التشنيع على الشيخ محمد العنجري وكونه يستدل بآثار السلف في التحذير من الجماعات الإسلامية السياسية ]: يجيب كلام العلماء في الرد على الزندقة الجهمية: المبتدع الكذا ، لأن أراك خارجا من كنيسة خير من أن تخرج من مبتدع، تجلس إلى يهودي ولا تجلس إلى صاحب هوى. ويطبقه على أن أحياء التراث مبتدعة وتنطبق عليهم هذه النصوص. ما يفهمون حتى المساكين. أ.ه


·       الجواب باختصار من وجوه:

أولاً: يريد بهذا الكلام التشنيع على من يتكلم على التراث. فهو يستعمل اسلوب التخويف والتفخيم حتى يبطل الاستدلال بآثار سلفنا الصالح الذي هو رأس مالنا.

والآثار السلفية هي فهم سلفنا الصالح للنصوص الكتاب والسنة، فالذي يريد ترك الاستدلال بفهم سلفنا الصالح فهو يريد هدم السنة وأهلها ونصر البدع وأهلها. فلا فائدة إذاً بما قاله السلف في الحث على التمسك بالآثار لأنه قد انقطع الاستدلال بها، وكذلك تبطل بها الإطلاقات التي أطلقها السلف على رأي سالم الطويل. وإليك بعض أقوال السلف في تعظيم الآثار، قال ابن سيرين: «كانوا يرون أنه على الطريق ما دام على الأثر ». وقال سفيان الثوري: « إنما الدين بالآثار ». عن شريح أنه قال: « إن السنة سبقت قياسكم فاتبعوا ولا تبتدعوا فإنكم لن تضلوا ما أخذتم بالأثر ». وقال الشعبي: « إنما هلك من كان قبلكم حين تشعبت بهم السبل وحادوا عن الطريق، فتركوا الآثار وقالوا في الدين برأيهم فضلوا وأضلوا ». وقال هشام بن عروة: « السنن السنن؛ فإن السنن قوام الدين »... وغير ذلك كثير. انظر جامع بيان العلم وفضله (2/ 1049).

 

ثانياً: إن كان يقصد بالآثار التي فيها التكفير وأن من اتصف بها فهو كافر، فليس الأمر كذلك, ولم نر من علمائنا الاستشهاد بالآثار التي تتعلق بالتكفير وتنزيلها على فرقة مبتدعة إلا إذا كان من أقوالها ما شابه أقوال الجهمية أو الزنادقة، ومع ذلك فأهل السنة يفرقون بين التشابه في الوصف وبين تنزيل الحكم على طائفة أو شخص معين. كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى: { اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون } رواه أحمد (26/225) والترمذي(2180) وصححه الألباني. ففرق بين الوصف والحكم، وعند سالم خلل في هذا التفريق فإنه يزعم أنك إذا بدّعت جمعية التراث يلزمك تبديع كل فرد من أفراد التابعين للتراث. ويرمي بذلك السلفيين كذباً وزوراً وبهتاناً. فلم يقل أحد من علمائنا فيما نسبه سالم الطويل إليهم.

ثالثاً: وأما إن كانت الآثار في التحذير من الابتداع والاحداث في الدين فهذا يشمل كل فرقة أو جماعة فارقت السنة وأهلها بسبب الاحداث في الدين، كالإخوان والتراث والتبليغ وغيرهم. ومازال علماؤنا يستدلون بالآثار السلفية التي فيها التحذير من البدع والأهواء من كلام الصحابة رضي الله عنهم إلى الإمام أحمد إلى شيخ الإسلام ابن تيمية إلى الإمام محمد بن عبد الوهاب إلى الإمام ابن باز والشيخ ربيع وإلى قيام الساعة.

فالنصوص باقية في الاستدلال بها لم تنقطع ومن ادعى بطلان الاستدلال بها فاليأت بدليل واحد، ولن يجد ذلك إلا ما عند أهل الأهواء من الاستدلالات الباطلة.

فالآثار السلفية داخلة في عموم النصوص الشرعية التي يجب التمسك بها، وأنها باقية لا يبطلها إبطال باطل ولا تأويل جاهل ولا تحريف غالٍ.


ومن تحريفاته:


·       قوله في جلسة مسجلة موجودة في تويتر جاسم الكوهجي بتاريخ 11/12/2013م ( تسأل في قبرك عن ربك ما دينك من نبيك لن تسأل ما هي إحياء التراث وما هي أخطاؤها ). أ.ه


والجواب:


أن الاحتجاج بهذه العبارة قد قررها ابراهيم الرحيلي فقال: « ان تبديع فلانٍ وتصويب فلانٍ ليس من مسائل الدين، وإنما هو من مسائل الأحكام، لن تسأل في قبرك عن فلانٍ هل هو مبتدعٌ أو غير مبتدعٍ، أنا أضمن لك أنك لن تسأل عن فلانٍ، إنما تسأل عن دينك وعن نبيك وعن ربك. أ.ه


وهو منشور في جريدة الوطن في صفحة الإبانة تأصيل المسائل المستشكلة من جواب السائل(6(.


وهذا القاعدة يراد بها صد أهل السنة عن التكلم بأهل البدع والتحذير منهم، وبها يفتح باب لأهل البدع في التكلم في نشر مذهبهم.


وهذا العبارة هل علم بها السلف الصالح فاستدلوا بها، أم جهلوها؟


فإن كانوا علموا بها ولم ينطقوا بها ولم يبينوا للناس أنكم لن تسألوا عن المبتدع أو الجماعة البدعية، فلماذا هذه التصانيف الكثيرة الكاثرة في الجرح والتعديل، ولماذا سلفنا الصالح وعلماؤنا قد بذلوا الجهود الكبيرة في التحذير من أهل البدع، فهل السلف الصالح ينطقون عبثاً ما دام أنهم قد علموا أنهم لن يسألوا في قبورهم، وعدم السؤال في القبر يستلزم رفع الحرج والتكليف وأنهم لا يؤاخذون في تبديع فلان أو التحذير من الجماعة الفلانية، وهذا غاية التجهيل لعلم سلفنا الصالح.


أو أن سلفنا الصالح قد جهلوا القاعدة، واستحدثتها أنت ومن شايعك، فالجهل بها بما جهله السلف علم، وقد قال الإمام سعيد بن جبير: « ما لم يعرفه البدريون فليس من الدين » جامع بيان العلم وفضله (1/ 771).

وقال الإمام الأوزاعي: « العلم ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وما لم يجئ عن واحد منهم فليس بعلم » جامع بيان العلم وفضله (1/ 618).

فأي علم هذا لم يعرفه السلف الصالح ؟

وكم صدت هذه الكلمة عن الحق وسعت في ترويج البدع، كما أحدثت تلك الكلمات التي صدرت من الحلبي وعرعور ( نصحح ولا نجرح ) ( خلافنا في غيرنا لا يجعله خلاف بيننا ) وغير تلك العبارات التي تمجها ذوي الألباب السليمة وتشمئز منها قلوب أهل السنة القويمة.


وهذا من باب ادعاء علم الغيب، ما الذي يدرينا أنا لا نسأل في قبورنا عن الفرق والجماعات والأحزاب هل اتبعناها وتركنا السنة أم خالفناها واتبعنا السنة النبوية، فالأولى التوقف ولا يُدخل نفسه في التحكم بعالم الغيب إلا بنص من القرآن والسنة، بل لو قال قائل: إنك تسأل في قبرك عن اتباعك تلك الجماعات والفرق أم قمت وحذّرت منها ولم تسلك مسلك واحد منها وسلكت طريق النبي صلى الله عليه وسلم، لكان السؤال أحرى وأولى من عدم السؤال عنه.


لأن مقتضى السؤال ( عن نبيك ) هو اتباع سنته وترك اتباع سبل الشيطان من الطوائف والفرق، بل قد جاءت النصوص في تعذيب صاحب القبر لما وقع فيما نهى الله عنه كالغيبة والنميمة، كما روى البخاري في صحيحه (216) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة، أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « يعذبان، وما يعذبان في كبير » ثم قال: « بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة ». ثم دعا بجريدة، فكسرها كسرتين، فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: « لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا » أو: « إلى أن ييبسا ».


وروى الطحاوي في شرح مشكل الآثار (8/ 213( وصححه الألباني في سلسلة الصحيحة (6/ 640( عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:


" أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارا، فلما ارتفع عنه وأفاق قال: على ما جلدتموني؟ قالوا: إنك صليت صلاة واحدة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره ".


فإذا كان هؤلاء يُعذبون لأسباب كترك الوضوء والوقوع في النميمة، لكان العذاب على من سلك غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالعذاب من هؤلاء.


ومن بطلان هذا التقرير: أنه ما من بدعة تحدث بين الناس، إلا ويتصدى في ترويجها أهل البدع ويقولون: ( لن تسألوا في قبوركم عن الجماعة الفلانية والبدعة الفلانية ). وهذا من صد الشيطان للحق، ونحن منهيون في اتباع هذا الصد كما قال تعالى: { وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الزخرف: 62].


وهذا من نمط القواعد التي استحدثها أهل الأهواء في الصد عن اتباع النصوص الشرعية، وقد قال ابن القيم في الصواعق المرسلة (2/ 498 :(فصارت تلك القواعد الباطلة حجابا بينه وبين العقل والسمع. أ. ه


وجمعية إحياء التراث من الطوائف التي فرقت السلفيين، ويؤجر العبد في التحذير منها لأنها من الجماعات التي يجتمع فيها أنواع من البدع، فكيف يمنع من التحذير منها بمجرد أنه لا يسأل عنها في القبر؟   


وهنا سؤال وجه إلى الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله وهو:


أحسن الله إليكم شيخنا,,,


وهذا سائل يقول: ما رأيكم حفظكم الله فيمن يقول: " أنا أضمن لك أنك لن تسأل في قبرك عن تبديع فلان أو فلان وإنما تسأل عن دينك ونبيك وربك"؟


الحمد لله..


... هذا فيه تألٍ على الله يخشى على صاحبه، فأنت تقول له صحيح تسأل عن ربك ودينك ونبيك هذه الثلاثة سؤالات.


ومن ضمن السؤال عن نبيك يدخل ويأتي هذا الجانب )) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ((فدعاة البدعة دعاة ضلالة يحرفونك عن طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم-  فتسأل حينئذ فتقول: يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا
فهذا الذي قال هذه المقالة ما أظنه نظر في كتاب الله وفي تفسيره نظرة استفادة أو أنه نظر لكنه غلبه إما هواه أو حب الشهوة أو حب الرياسة أو الهوى للانتصار لفلان أو فلان الله أعلم بصاحب هذه المقالة وبما في قلبه.


الشاهد أنتم الآن سمعتم (( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ، فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاء يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءلُونَ ، فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِين .((
فالسؤال ماذا أجبتم الْمُرسَليْن؟ إن كان متبعا لهذا النبي قال: رسول الله آمنا به وصدقناه واتبعناه، وإنْ كان غير ذلك قال: ها ها لا أدري ويوم القيامة يقول: (( يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وكان الشيطان للإنسان خذولا.((


وأنا أخشى أنَّ بعض هؤلاء النّاس يَغْلب عليْهم الهوى للانتصار لفلان أو علان فيأتي بمثل هذه المواقع التي تنسيه كتاب الله - تبارك وتعالى - وإن كان يحفظه عن ظهر قلب لكن تنسيه كتاب الله - تبارك وتعالى- والتأمل والتدبر فيه .


فنحن نسأل الله العصمة من الزلل والسلامة من الخلل في القول والعمل.


هذا قول باطل ولا ينبغي أن يلتفت إليه وقائله يجب عليه أن يتق الله - سبحانه وتعالى - في نفسه ولا يتألّ على الله –تبارك وتعالى- أ.هـ.


ومن تحريفاته:

·       عنوانه مقالته ( جاء خطر التبديع ) وفيه ( وللأسف فيهم شبه كبير بالتكفيريّن وإن لم يبلغوا مبلغهم قد تجرأوا على تبديع المسلمين كما تجرأ التكفيريون على تكفيرهم) (ص4) أ.ه

يقتضي هذا الوصف الغلو لمن وقع في تبديع الناس بغير حق وعلم، وهذا الوصف متحقق في الحدادية اتباع محمود الحداد الذي يبدّعون أئمة الإسلام منهم الألباني رحمه الله تعالى، فهل هذا الوصف موجود فيمن حذّر من الجماعات الإسلامية السياسية بعدل وإنصاف كالشيخ ربيع المدخلي والشيخ عبيد الجابري حفظهما الله تعالى.

وهكذا قد وصف أعداء السنة ونبزوهم بأبشع الأوصاف كما كانوا يطلقون على الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالخوارج وذلك للتنفير عن دعوة الحق.

والتحذير من البدع وأهلها هو من منهج السلف كما جاءت الآثار الكثيرة عنهم، فأين تشبيه هؤلاء بالتكفيريين فهذا طعن بالسلف الصالح وهدم مذهبهم الذي تلقوه من مشكاة النبوة.

 

·       قوله (ص5) : ( فلما بدعوا بعض المسلمين أفرادا كانوا أو جماعات أو جمعيات أرادوا من غيرهم أن يبدعهم معهم كما بدعوهم ومن لم يوافقهم فهو إما متساهل مع المبتدعة أو مدافع عنهم أو مثلهم بل قد يعتبره بعضهم بأنه منحرف في منهجه والله المستعان ) أ.ه

وهذا الكلام فيه من الظلم والافتراء والكذب على السلفيين. والمسألة فيها تفصيل: فإن كان يعلم أن هذه الجمعية على بدعة وضلالة وقد حذر منها العلماء بالأدلة، فما الذي يمنعه من تبديعها والتحذير منها فإما جاهل وإما ذو هوى يتبع هواه ليصد عن الحق، فمن لم يتبع السنة: اتبع البدعة ونافح عنها. وأهل السنة يعذرون من حسن ظنه بأناس أهل أهواء ظاهرهم السنة لجهله أو عدم بصيرته بحقيقة مذهبهم الفاسد، وهذا لا يمنع من التحذير منهم والتشهير بهم لأجل أن العالم الفلاني لم يحذر منهم، وذلك من وجوه:

-       النصيحة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم والذب عن سنته.

-       أن هناك من أهل العلم من حذر من تلك الجماعة أو أفراد من أهل الأهواء كما تكلم الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في جمعية التراث الإسلامي وبين أنها على خطى الإخوان المسلمين وكذلك الشيخ مقبل والشيخ ربيع والشيخ عبيد وغيرهم من أهل العلم.

-       أن أهل العلم تكلموا بأدلة وبراهين وبينوا بياناً شافياً واضحاً ما عليه جمعية التراث من الحزبية والبدع، فالواجب اتباع الأدلة لمن له بصيرة بها.

-       وقد سئل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ :

بعضهم يقول : قاعدة " من لم يبدع مبتدعا، أو المبتدع فهو مبتدع" غريب عن منهج السلف، فما هو تعليق فضيلتكم على هذا الكلام؟

فأجاب :

الإطلاق على من لم يبدِّع المبتدع فهو مبتدع فهذا ليس بصحيح، لأن هذا قد لا يكون يعرف هذا ببدعته، فلا يبدّعه تورعا، فلماذا تُبدِّعه؟

أما إن كان يعرف المبتدع، ويحبه، ويواليه، فهذا مبتدع، فهذا هو الفصل في هذه القضية، يَعرف أن هذا مبتدع ويناصره ويحارب أهل السنة والجماعة هذا مبتدع .. لاشك.

أما إنسان ما عرف أنه مبتدع فلا تُبدعه، فلا تطلق عليه هذه القاعدة، الذي تدرُسه وتعرف أنه يوالي المبتدع وينافح عنه ويحارب أهل السنة من أجله ولأجل هذا الباطل، هذا مبتدع ضالّ.

أما إنسان لا يعرف أن هذا مبتدع فانصحه وبيّن له أنه مبتدع، فإن انتهى وإلا فألحقه بصاحبه المبتدع. عون الباري 2/891.

 

·       قوله (ص5) : ( وكذلك تجد المبدعين كثيراً ما يتشنجون فيقول بعضهم: السنة السنة وليس عندنا سوى السنة، فإما سنة أو بدعة وإما أبيض أو أسود لا وسط بينهما (ولا رمادي ) أ.ه

وهذا الكلام فيه من الشناعة على أهل السنة حينما يحذرون من البدعة وأهلها، ويدل على جهل قائلها، فهل هناك مرتبة بين السنة والبدعة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم:

قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء»([2])

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: « من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا»([3])

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما  قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول: «صبحكم ومساكم»، ويقول: « بعثت أنا والساعة كهاتين »، ويقرن بين إصبعيه السبابة، والوسطى، ويقول: « أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة » ([4])

وعن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: دخلنا عليه فقلنا له: لقد رأيت خيرا، لقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه، وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان، غير أنه قال: " ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله عز وجل، هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة "([5])

وعن عرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت لها الأعين ، ووجلت منها القلوب، قلنا أو قالوا: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فأوصنا. قال: " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم يرى بعدي اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وإن كل بدعة ضلالة "([6])

ومن حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي، فقد أفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك، فقد هلك "([7])

وفي لفظ "إن لكل عمل شرة ثم فترة، فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل، ومن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى "([8])

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « ما يأتي على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا سنة, حتى تحيا البدع وتموت السنن »([9]).

وقال أبو المليح: كتب عمر بن عبد العزيز بإحياء السنة وإماتة البدعة([10]).

ويقول أحمد بن عبد الله بن يونس: « امتحن أهل الموصل بمعافى بن عمران, فإن أحبوه فهم أهل السنة, وإن أبغضوه فهم أهل بدعة , كما يمتحن أهل الكوفة بيحيى »([11]).

وقال معافى بن عمران: « لا تحمدن رجلا إلا عند الموت, إما يموت على السنة, أو يموت على بدعة »([12]).

وغير ذلك من الأحاديث والآثار المستفيضة في ذكرها إما السنة وإما البدعة وليست هناك منزلة بين المنزلتين كما أحدثته المعتزلة.

وأما إذا كان المراد في حكم من وقع في المخالفة، فقد قال الشيخ عبيد الجابري بتفصيل من وقع في المخالفة:... ثم هذا المخالف لا يخلو أن يكون أحد رجلين:

إما إن يكون صاحب سنة قد عرف الناس منه الاستقامة عليها والذب عنها وعن أهلها كما عرفوا منه النصح للأمة فهذا لا يتابع على زلته. وتحفظ كرامته وإن كنا رددنا مخالفته فإنا نتأدب معه ونحفظ كرامته ولا نشنع عليه كما نشنع على المبتدعة الضلال وذلك رعاية لما منَّ الله به عليه من السابقة في الفضل والجلالة في القدر والإمامة في الدين. فنحن نرعى هذا كلــه.

  وإما أن يكون هذا المخالف: خالف في أمر لا يسوغ فيه الاجتهاد، وكانت مخالفته عناداً واستكبارا وترفعاً عن الحق وانسياقا وراء الهوى فهذا لا كرامة له عند أهل السنة يردون عليه قوله، ويشنعون عليه ويصفونه بالبدعة والضلال ويحذرون منه ويغلظون فيه القول إلا إذا ترتبت مفسدة أكبر من المصلحة المرجوة فإنهم يكتفون برد خطئه ويحذرونه في أنفسهم ([13])

 

وهناك انحرافات أخرى يسر الله تبارك وتعالى الرد عليها عن قريب.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

وكتبه : فواز محمد العوضي

 

 

 

 

 

 

 

 



([1]) أخرجه الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية (ص: 49).
([2]) رواه مسلم (1017)
([3]) رواه مسلم (1017)
([4]) رواه مسلم (867)
([5]) رواه مسلم (2408)
([6])أحمد (28/ 373)
([7])رواه أحمد (11/ 375) وأصله في الصحيحين
([8])أحمد (38/ 457)
([9])شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 103)
([10])شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 62)
([11])شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 74)
([12])شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 75)
([13]) مجموعة الرسائل الجابرية ضمن رسالة: الحد الفاصل بين أهل السنة وأهل الباطل(ص170).